وكذلك الكلام في عجبنا من قول بعض شيوخ المسلمين -أنا ومن كان على مثل حالنا من المخالفين- ما كان إلا لما روينا عن آبائنا الطاهرين -سلام الله عليهم- عن جدهم خاتم النبيين الشفيع المشفع يوم الدين، -صلى الله عليه وعلى آله الأكرمين-، أنه قال:
((قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا)
تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا([55]))) فهذا تصريح منه -صلى الله عليه وآله وسلم- بما قلنا، وفوق ما قلنا من وجوب اتباعهم والإقتداء بهم، وأخذ العلم عنهم، وقلة المخالفة لهم، وتحريم الطعن عليهم، فكيف يسوغ لمسلم التخلف عنهم؛ فضلا عن نسبته نفسه إلى الصواب والوفاق، ونسبتهم بزعمه إلى الخلاف والشقاق؟!. لولا اتباع الهوى، وتغليب جنبة الضلال على جنبة الهدى.
[الدلالة على حدوث الجسم والجوهر]
[7]
دل على حدوث قرن الأحوال.... خروجه من حالة إلى حال
لو كن للذات عد من الترحال.... ولم يسلمن لحكم الإبطال
فانظر بعين الفكر غير آل
(دل): معناه أرشد وهدى.
و(الحدوث): هو الكون بعد العدم.
و(قرن الأحوال([56])) : هو الجسم والجوهر، سمي قرنا لها، لمقارنة وجوده لوجودها، ولا توجد أبدا إلا فيه.
و(الخروج): نقيض الدخول، والجسم إذا كان مجتمعا ثم افترق خرج من الإجتماع إلى الإفتراق لغة وعرفا.
والمعنى على التحقيق: إذا عدم عنه الإجتماع لحصول ضده الذي هو الإفتراق، ولا شك أن الجسم لا يخلو عن هذه الأحوال التي هي إما الإجتماع أو الإفتراق، أو الحركة أو السكون، ولو رفعنا وجوده لا على أحدهما ارتفع وجوده عن الذهن جملة وهي متضادة، فالحركة ضد السكون، والإجتماع ضد الإفتراق.
(وكونهن للذات) هو حصولهن لغير مؤثر من فاعل ولا علة، على نحو ما تقدم، فيقول:
مخ ۹۱