قلنا؛ ولا قوة إلا بالله: كون أكثر الناس عليه دلالة على بطلانه لأن الله -سبحانه وتعالى- أخبرنا في كتابه الكريم بأن الأكثر من الناس على ضلالة بقوله: {وأكثرهم للحق كارهون(70)}[المؤمنون]، وقوله: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد}[الأعراف:102]، وقوله تعالى : {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين(103)} [يوسف] { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين(102)}[الاعراف]، وقال -صلى الله عليه وآله وسلم- لأصحابه: ((ألا أنبئكم بأهل الجنة في أهل النار يوم القيامة؟، قالوا: بلى؛ يا رسول الله، قال: كشعرة سوداء في جلد ثور أبيض - أو شعرة بيضاء في جلد ثور أسود - وإن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة ما معه إلا رجل واحد))([50])، وهذا كما ترى أكبر دليل على ضلالة الأكثر، ولو جعلت القلة دلالة الحق لكنت أسعد حالا؛ لأن الله -تعالى- قد مدح الأقلين في كتابه الكريم بقوله: {وقليل من عبادي الشكور(13)}[سبأ]، وقوله: {وما آمن معه إلا قليل(40)}[هود:40]، وقوله سبحانه: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل}[النساء:66].
وأما كونه أقطع للحاج: فالحاج ([51]) في إلتماس الحق أحمد عاقبة من المداهنة في الإقرار على الباطل.
فأما الرجوع إلى قول: إن فلانا على الحق لكثرة عبادته؛ فذلك باطل، لأن في كل فرقة فلانا عابدا، وذلك يؤدي إلى أحد باطلين:
إما تصويب أهل الأقوال المختلفات، واعتقاد المتناقضات، وما أدى إلى الباطل فهو باطل.
مخ ۸۶