305

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

ایډیټر

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وروى بكر بن عيسى عن عاصم بن كليب الجرمي ، عن أبيه ، قال : شهدت عليا عليه السلام وقد جاءه مال من الجبل ، فقام وقمنا معه ، وجاء الناس يزدحمون ، فأخذ حبالا فوصلها بيده ، وعقد بعضها إلى بعض ، ثم أدارها حول المال ، وقال : لا أحل لأحد أن يجاوز هذا الحبل ، قال : فقعد الناس كلهم من وراء الحبل ، ودخل هو ، فقال : أين رؤوس الأسباع ؟ وكانت الكوفة يومئذ أسباعا - فجعلوا يحملون هذه الجوالق إلى هذه الجوالق ، وهذا إلى هذا ، حتى استوت القسمة سبعة أجزاء ، ووجد مع المتاع رغيف ، فقال : اكسروه سبع كسر ، وضعوا على كل جزء كسرة ، ثم قال :

هذا جناي وخياره فيه . . . إذ كل جان يده إلى فيه

ثم أقرع عليها ودفعها إلى رؤوس الأسباع ، فجعل كل منهم يدعو قومه فيحملون الجواليق .

وروى مجمع ، عن أبي رجاء ، قال : أخرج علي عليه السلام سيفا إلى السوق ، فقال : من يشتري مني هذا ؟ فوالذي نفس علي بيده ، لو كان عندي ثمن إزار ما بعته ، فقلت له : أنا أبيعك إزارا وأنسئك ثمنه إلى عطائك ، فدفعت إليه إزارا إلى عطائه ، فلما قبض عطائه دفع إلي ثمن الإزار .

وروى هارون بن سعيد ، قال : قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لعلي عليه السلام : يا أمير المؤمنين ، لو أمرت لي بمعونة أو نفقة ! فوالله ما لي إلا أن أبيع دابتي ، فقال : لا والله ما أجد لك شيئا إلا أن تأمر عمك أن يسرق فيعطيك .

وروى بكر بن عيسى ، قال : كان علي عليه السلام يقول : يا أهل الكوفة ، إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ورحلي وغلامي فلان فأنا خائن ، فكانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة بينبع ، وكان يطعم الناس منها الخبز واللحم ، ويأكل هو الثريد بالزيت . وروى أبو إسحاق الهمداني أن امرأتين أتتا عليا عليه السلام : إحداهما من العرب والأخرى من الموالي ، فسألتاه ، فدفع إليهما دراهم وطعاما بالسواء ، فقالت إحداهما : إني امرأة من العرب ، وهذه من العجم ، فقال : إني والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفيء فضلا على بني إسحاق .

وروى معاوية بن عمار عن جعفر بن محمد عليه السلام ، قال : ما اعتلج على علي عليه السلام أمران في ذات الله ، إلا أخذ بأشدهما ، ولقد علمتم أنه كان يأكل - يا أهل الكوفة - عندكم من ماله بالمدينة ، وأن كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب ، ويختم عليه مخافة أن يزاد عليه من غيره ، ومن كان أزهد في الدنيا من علي عليه السلام ! .

مخ ۱۱۹