شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
ایډیټر
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
قلت : هذا قيس بن أبي حازم ؛ وهو الذي روى الحديث : ' إنكم لترون ربكم يوم القيامة ، كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ' . وقد طعن مشايخنا المتكلمون فيه ، وقالوا : إنه فاسق ، ولا تقبل روايته ؛ لأنه قال : إني سمعت عليا يخطب على منبر الكوفة ، ويقول : انفروا إلى بقية الأحزاب ؛ فأبغضته ، ودخل بغضه في قلبي ، ومن يبغض عليا عليه السلام لا تقبل روايته .
فإن قيل : فما يقول مشايخكم في قوله عليه السلام : انفروا إلى من يقاتل على دم حمال الخطايا ؟ أليس هذا طعنا منه عليه السلام في عثمان ! قيل : الأشهر الأكثر في الرواية صدر الحديث ، وأما عجز الحديث فليس بمشهور تلك الشهرة ، وإن صح حملناه على أنه أراد به معاوية ؛ وسمى ناصريه مقاتلين على دمه ، لأنهم يحامون عن دمه ، ومن حامى عن دم إنسان فقد قاتل عليه . وروى أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو عاصم الثقفي ، قال : جاءت امرأة من بني عبس إلى علي عليه السلام ، وهو يخطب بهذه الخطبة على منبر الكوفة ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، ثلاث بلبلن القلوب عليك ، قال : وما هن ويحك ! قالت : رضاك بالقضية ، وأخذك بالدنية ، وجزعك عند البلية . فقال : إنما أنت امرأة ، فاذهبي فاجلسي على ذيلك ، فقالت : لا والله ما من جلوس إلا تحت ظلال السيوف .
وروى عمرو بن شمر الجعفي ، عن جابر ، عن رفيع بن فرقد البجلي ، قال : سمعت عليا عليه السلام ، يقول : يا أهل الكوفة ، لقد ضربتكم بالدرة التي أعظ بها السفهاء فما أراكم تنتهون ! ولقد ضربتكم بالسياط التي أقيم بها الحدود ، فما أراكم ترعوون ! فلم يبق إلا أن أضربكم بسيفي ، وإني لأعلم ما يقومكم ؛ ولكني لا أحب أن ألي ذلك منكم .
واعجبا لكم ولأهل الشام ! أميرهم يعصي الله وهم يطيعونه ، وأميركم يطيع الله وأنتم تعصونه ! والله لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو سقت الدنيا بحذافيرها إلى الكافر لما أحبني ؛ وذلك أنه قضى ما قضى على لسان النبي الأمي أنه لا يبغضني مؤمن ، ولا يحبني كافر ، وقد خاب من حمل ظلما . والله لتصبرن يا أهل الكوفة على قتال عدوكم أو ليسلطن الله عليكم قوما أنتم أولى بالحق منهم فليعذبنكم ! أفمن قتلة بالسيف تحيدون إلى موتة على الفراش ! والله لموتة على الفراش أشد من ضربة ألف سيف .
قلت : ما أحسن قول أبي العيناء ، وقد قال له المتوكل : إلى متى تمدح الناس وتهجوهم ! فقال : ما أحسنوا وأساؤوا .
مخ ۱۱۶