شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
ایډیټر
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ومثل ذلك قول معاوية لأهل الشام حيث التحق به عقيل بن أبي طالب : يا أهل الشام ، ما ظنكم برجل لم يصلح لأخيه ! . وقوله لأهل الشام : إن أبا لهب المذموم في القرآن باسمه عم علي بن أبي طالب . فارتاع أهل الشام لذلك ، وشتموا عليا ولعنوه .
ومن ذلك قول عمر يوم السقيفة : لأيكم يطيب نفسا أن يتقدم قدمين قدمهما رسول الله صلى الله عليه للصلاة ! ومن ذلك قول علي عليه السلام مجيبا لمن سأله : كم بين السماء والأرض ؟ فقال : دعوة مستجابة .
وجوابه أيضا لمن قال : كم بين المشرق والمغرب ؟ فقال : مسيرة يوم للشمس .
ومن ذلك قول أبي بكر - وقد قال له عمر : أقد خالدا بمالك بن نويرة - : سيف الله فلا أغمده .
وكقوله - وقد أشير عليه أيضا بأن يقيد من بعض أمرائه - : انا أقيد من وزعة الله ! ذكر ذلك صاحب الصحاح في باب وزع .
والجوابات الإقناعية كثيرة ، ولعلها جمهور ما يتداوله الناس ، ويسكت بهم بعضهم بعضا .
ومن خطبة له عليه السلام في جور الزمان
الأصل : أيها الناس ، إنا قد أصبحنا في دهر عنود ، وزمن شديد ، يعد فيه المحسن مسيئا ، ويزداد الظالم فيه عتوا ، لا ننتفع بما علمنا ، ولا نسأل عما جهلنا ، ولا نتخوف قارعة حتى تحل بنا . والناس على أربعة أصناف : منهم من لا يمنعه الفساد في الأرض إلا مهانة نفسه وكلالة حده ، ونضيض وفره .
ومنهم المصلت بسيفه ، والمعلن بشره ، والمجلب بخيله ورجله ، قد أشرط نفسه ، وأوبق دينه ؛ لحطام ينتهزه ، أو مقنب يقوده ، أو منبر يفرعه ، ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمنا ، ومما لك عند الله عوضا ! ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة ، ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا ، قد طامن من شخصه ، وقارب من خطوه ، وشمر من ثوبه ، وزخرف من نفسه للأمانة ، واتخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية .
ومنهم من أبعده الله عن طلب الملك ضئولة نفسه ، وانقطاع سببه ، فقصرته الحال على حاله ، فتحلى باسم القناعة ، وتزين بلباس أهل الزهادة ، وليس من ذلك في مراح ولا مغدى .
مخ ۱۰۳