272

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

ایډیټر

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وروى الكلبي والواقدي والمدائني أن محمدا بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة كانا بمصر يحرضان الناس على عثمان ، فسار محمد بن أبي بكر مع من سار إلى عثمان ، وأقام محمد بن أبي حذيفة بمصر ، ثم غلب عليها لما سار عبد الله بن سعد بن أبي سرح عامل عثمان عنها إلى المدينة في أثر المصريين ، بإذن عثمان له ، فلما كان بأيلة ، بلغه أن المصريين قد أحاطوا بعثمان وأنه مقتول ، وأن محمد بن أبي حذيفة قد غلب على مصر ، فعاد عبد الله إلى مصر ، فمنع عنها ، فأتى فلسطين ، فأقام بها حتى قتل عثمان .

وروى الكلبي ، قال : بعث عبد الله بن سعد بن أبي سرح رسولا من مصر إلى عثمان يخبره بنهوض من نهض من مصر إليه ، وأنهم قد أظهروا العمرة ، وقصدهم خلعه أو قتله ، فخطب عثمان الناس ، وأعلمهم حالهم ، وقال : إنهم قد أسرعوا إلى الفتنة واستطالوا عمري ، والله إن فارقتهم ليتمنين كل منهم أن عمري كان طال عليهم مكان كل يوم سنة ، مما يرون من الدماء المسفوكة والإحن والأثرة الظاهرة ، والأحكام المغيرة .

وروى أبو جعفر ، قال : كان عمرو بن العاص ممن يحرض على عثمان ويغري به ، ولقد خطب عثمان يوما في أواخر خلافته ، فصاح به عمرو بن العاص : اتق الله يا عثمان ، فإنك قد ركبت أمورا وركبناها معك ، فتب إلى الله نتب . فناداه عثمان : وإنك ههنا يابن النابغة ! قملت والله جبتك منذ نزعتك عن العمل . فنودي من ناحية أخرى : تب إلى الله . ونودي من أخرى مثل ذلك ، فرفع يديه إلى السماء ، وقال : اللهم إني أول التائبين ، ثم نزل .

مخ ۸۶