شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
ایډیټر
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
فكتب إليه عليه السلام : من عبد الله علي أمير المؤمنين ، إلى عقيل بن أبي طالب . سلام الله عليك ، فأني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : كلأنا الله وإياك كلاءة من يخشاه بالغيب ، إنه حميد مجيد . قد وصل إلي كتابك مع عبد الرحمن بن عبيد الأزدي ، تذكر فيه أنك لقيت عبد الله بن سعد بن أبي سرح مقبلا من قديد في نحو من أربعين فارسا من أبناء الطلقاء ، متوجهين إلىجهة الغرب . وإن ابن أبي سرح طالما كاد الله ورسوله وكتابه ، وصد عن سبيله وبغاها عوجا ؛ فدع ابن أبي سرح ، ودع عنك قريشا ، وخلهم وتركاضهم في الضلال ، وتجوالهم في الشقاق . ألا وإن العرب قد أجمعت على حرب أخيك اليوم إجماعها على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اليوم ، فأصبحوا قد جهلوا حقه ، وجحدوا فضله ، وبادروه العداوة ، ونصبوا له الحرب ، وجهدوا عليه كل الجهد ، وجروا إليه جيش الأحزاب . اللهم فاجز قريشا عني قريشا عني الجوازي ! فقد قطعت رحمي ، وتظاهرت علي ، ودفعتني عن حقي ، وسلبتني سلطان ابن أمي ، وسلمت ذلك إلى من ليس مثلي في قرابتي من الرسول ، وسابقتي في الإسلام ! إلا أن يدعي مدع ما لا أعرفه ، ولا أظن الله يعرفه ، والحمد لله على كل حال . فأما ما ذكرته من غارة الضحاك على أهل الحيرة ، فهو أقل وأزل من أن يلم بها أو يدنو منها ؛ ولكنه قد كان أقبل في جريدة خيل ، فأخذ على السماوة ، حتى مر بواقصة وشراف والقطقطانة مما والى ذلك الصقع ، فوجهت إليه جندا كثيفا من المسلمين ، فلما بلغه ذلك هاربا ، فاتبعوه فلحقوه ببعض الطريق وقد أمعن ، وكان ذلك حين طفلت الشمس للإياب ، فتناوشوا القتال قليلا كلا ولا ، فلم يصبر لوقع المشرفية وولى هاربا ، وقتل من أصحابه بضعة عشر رجلا ، ونجا جريضا بعد ما أخذ منه بالمخنق ، فلأيا بلأي ما نجا . فأما ما سألتني أن أكتب لك برأيي فيما أنا فيه ، فإن رأيي جهاد المحلين حتى ألقى الله ، لا يزيدني كثرة الناس معي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة ، لأنني محق والله مع المحق ، ووالله ما أكره الموت على الحق وما الخير كله إلا بعد الموت لمن كان محقا .
وأما ما عرضت به من مسيرك إلي ببنيك وبني أبيك فلا حاجة لي في ذلك ، فأقم راشدا محمودا ، فوالله ما أحب أن تهلكوا معي إن هلكت ، ولا تحسبن ابن أمك - ولو أسلمه الناس - متخشعا ولا متضرعا ، إنه لكما قال أخو بني سليم :
فإن تسأليني كيف أنت فإنني . . . صبور على ريب الزمان صليب
يعز علي أن ترى بي كآبة . . . فيشمت عاد أو يساء حبيب
قال إبراهيم بن هلال الثقفي : وذكر محمد بن مخنف أنه سمع الضحاك بن قيس بعد ذلك بزمان يخطب على منبر الكوفة ، وقد كان بلغه أن قوما من أهلها يشتمون عثمان ويبرأون منه ، قال : فسمعته يقول : بلغني أن رجالا منكم ضلالا يشتمون أئمة الهدى ، ويعيبون أسلافنا الصالحين ، أما والذي ليس له ند ولا شريك ؛ لئن لم تنتهوا عما يبلغني عنكم ، لأضعن فيكم سيف زياد ، ثم لا تجدونني ضعيف السورة ، ولا كليل الشفرة . أما إني لصاحبكم الذي أغرت على بلادكم ، فكنت أول من غزاها في الإسلام ، وشرب من ماء الثعلبية ومن شاطئ الفرات ، أعاقب من شئت ، وأعفو عمن شئت ؛ لقد ذعرت المخدرات في خدورهن ، وإن كانت المرأة ليبكي ابنها فلا ترهبه ولا تسكته إلا بذكر اسمي . فاتقوا الله يا أهل العراق ؛ أنا الضحاك بن قيس ، أنا أبو أنيس ، أنا قاتل عمرو بن عميس .
مخ ۷۲