255

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

ایډیټر

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وقال عمرو بن العاص : إني أرى لك أن تسير بالجنود حتى توغلها في سلطانهم من أرض الجزيرة ، فإن ذلك أقوى لجندك ، وأذل لأهل حربك . فقال معاوية : والله إني لأعرف أن الذي تقول كما تقول ، ولكن الناس لا يطيقون ذلك . قال عمر : إنها أرض رفيقة ، فقال معاوية : إن جهد الناس أن يبلغوا منزلهم الذي كانوا به - يعني صفين . فمكثوا يجيلون الرأي يومين أو ثلاثة ، حتى قدمت عليهم عيونهم أن عليا اختلف عليه أصحابه ففارقته منهم فرقة أنكرت أمر الحكومة ، وأنه قد رجع عنكم إليهم . فكبر الناس سرورا لانصرافه عنهم ، وما ألقى الله عز وجل من الخلاف بينهم . فلم يزل معاوية معسكرا في مكانه ، منتظرا لما يكون من علي وأصحابه ؛ وهل يقبل بالناس أم لا ؟ فما برح حتى جاء الخبر أن عليا قد قتل أؤلئك الخوارج ، وأنه أراد بعد قتلهم أن يقبل بالناس ، وأنهم استنظروه ودافعوه . فسربذلك هو ومن قبله من الناس .

قال : وروى ابن أبي سيف ، عن يزيد بن يزيد بن جابر ، عن عبد الرحمن بن مسعدة الفزاري ، قال : جاءنا كتاب عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، وكان بالكوفة مقيما ، ونحن معسكرون مع معاوية ، نتخوف أن يفرغ علي من الخوراج ثم يقبل إلينا ، ونحن نقول : إن أقبل إلينا كان أفضل المكان الذي نستقبله به المكان الذي لقيناه فيه العام الماضي . فكان في كتاب عمارة بن عقبة : أما بعد فإن عليا خرج عليه قراء أصحابه ونساكهم ، فخرج إليهم فقتلهم ، وقد فسد عليه جنده وأهل مصره ، ووقعت بينهم العداوة ، وتفرقوا أشد الفرقة ، وأحببت إعلامك لتحمد الله ، والسلام .

قال عبد الرحمن بن مسعدة : فقرأه معاوية على وجه أخيه عتبة ، وعلى الوليد بن عقبة ، وعلى أبي الأعور السلمي ، ثم نظر إلى أخيه عتبة وإلى الوليد بن عقبة ، وقال للوليد : لقد رضي أخوك أن يكون لنا عينا . فضحك الوليد وقال : إن في ذلك أيضا لنفعا .

وروى أبو جعفر الطبري ، قال : كان عمارة مقيما بالكوفة بعد قتل عثمان ، لم يهجه علي عليه السلام ولم يذعره ، وكان يكتب إلى معاوية بالأخبار سرا ، ومن شعر الوليد لأخيه عمارة يحرضه :

إن يك ظني في عمارة صادقا . . . ينم ثم لا يطلب بذحل ولا وتر

يبيت وأوتار ابن عفان عنده . . . مخيمة بين الخورنق فالقصر

تمشى رخي البال مستشزر القوى . . . كأنك لم تسمع بقتل أبي عمرو

ألا إن خير الناس بعد ثلاثة . . . قتيل التجيبي الذي جاء من مصر

قال : فأجابه الفضل بن العباس بن عتبة :

أتطلب ثأرا لست منه ولا له . . . وما لابن ذكوان الصفوري والوتر

كما افتخرت بنت الحمار بأمها . . . وتنسى أباها إذ تسامى أولو الفخر

ألا إن خير الناس بعد نبيهم . . . وصي النبي المصطفى عند ذي الذكر

مخ ۶۹