شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
ایډیټر
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
وقال آخر :
فلا الجود يفني المال والجد مقبل . . . ولا البخل يبقي المال والجد مدبر
وقال أبو تمام :
ما إن ترى الأحساب بيضا وضحا . . . إلا بحيث ترى المنايا سودا
وكذلك قال من هذه القصيدة أيضا :
شرف على أولى الزمان وإنما . . . خلق المناسب ما يكون جديدا
وأما القسم الثاني من القسم الأول ؛ وهو مقابلة الشيء بضده بالمعنى لا باللفظ ، فكقول المقنع الكندي :
لهم جل مالي إن تتابع لي غنى . . . وإن قل مالي لا أكلفهم رفدا
فقوله : إن تتابع لي غنى ، في قوة قوله : إن كثر مالي ، والكثرة ضد القلة ، فهو إذن مقابل بالمعنى لا باللفظ بعينه ، ومن هذا الباب قول البحتري :
تقيض لي من حيث لا أعلم النوى . . . ويسري إلي الشوق من حيث أعلم
فقوله : لا أعلم ليس ضدا لقوله : أعلم ، لكنه نقيض له ؛ وفي قوة قوله : أجهل ، والجهل ضد العلم ، ومن لطيف ما وقعت المقابلة به من هذا النوع قول أبي تمام :
مها الوحش إلا أن هاتا أوانس . . . قنا الخط إلا أن تلك ذوابل
فقابل بين هاتا وبين تلك ، وهي مقابلة معنوية لا لفظية ، لأن هاتا للحاضرة ، وتلك للغائبة ، والحضور ضد الغيبة ، وأما مقابلة الشيء لما ليس بضده ، فإما أن يكون مثلا أو مخالفا .
والأول على ضربين : مقابلة المفرد بالمفرد ، ومقابلة الجملة بالجملة .
مثال مقابلة المفرد بالمفرد قوله تعالى : ' نسوا الله فأنساهم أنفسهم ' ، وقوله : ' ومكروا مكرا ومكرنا مكرا ' ، هكذا قال نصر الله بن الأثير .
قال : وهذا مراعى في القرآن الكريم إذا كان جوابا كما تقدم من الآيتين ، وكقوله : ' وجزاء سيئة سيئة مثلها ' ، وقوله : ' من كفر فعليه كفره ' .
مخ ۶۴