شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
ایډیټر
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز : وذكر الراوي - وهو جعفر بن سليمان - أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواة ؛ فلما قدم المدينة قال : إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم ! قال : فكلم عمر أبو بكر ، فقال : إن أبا سفيان قد قدم ، وإنا لا نأمن شره ، فدع له ما في يده ، فتركه فرضي .
وروى أحمد بن عبد العزيز أن أبا سفيان قال لما بايع عثمان : كان هذا الأمر في تيم ، وأنى لتيم هذا الأمر ! ثم صار إلى عدي فأبعد وأبعد ، ثم رجعت إلى منازلها ، واستقر الأمر قراره ، فتلقفوها تلقف الكرة .
قال أحمد بن عبد العزيز : وحدثني المغيرة بن محمد المهلبي قال : ذاكرت إسماعيل بن إسحاق القاضي بهذا الحديث ، وأن أبا سفيان قال لعثمان : بأبي أنت ! أنفق ولا تكن كأبي حجر ، وتداولوها يا بني أمية تداول الولدان الكرة ، فوالله ما من جنة ولا نار - وكان الزبير حاضرا ، فقال عثمان لأبي سفيان : اعزب ، فقال : يا بني أههنا أحد ! قال الزبير : نعم والله لا كتمتها عليك - قال : فقال إسماعيل : هذا باطل . قلت : وكيف ذلك ؟ قال : ما أنكر هذا من أبي سفيان ، ولكن أنكر أن يكون سمعه عثمان ، ولم يضرب عنقه . وروى أحمد بن عبد العزيز ، قال : جاء أبو سفيان إلى علي عليه السلام ، فقال : وليتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش ، أما والله لئن شئت لأملأنها على أبي فصيل خيلا ورجالا ، فقال علي عليه السلام : طالما غششت الإسلام وأهله فما ضررتهم شيئا ! لا حاجة لنا إلى خيلك ورجلك ، لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلا ، لما تركناه .
وروى أحمد بن عبد العزيز ، قال : لما بويع لأبي بكر كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي وهو في بيت فاطمة ، فيتشاورون ويتراجعون أمورهم ، فخرج عمر حتى دخل على فاطمة عليها السلام ، وقال : يابنت رسول الله ، ما من أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا منك بعد أبيك ، وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، أن آمر بتحريق البيت عليهم . فلما خرج عمر جاؤوها ، فقالت : تعلمون أن عمر جاءني ، وحلف لي بالله إن عدتم ليحرقن عليكم البيت ، وايم الله ليمضين لما حلف له ، فانصرفوا عنا راشدين . فلم يرجعوا إلى بيتها ، وذهبوا فبايعوا لأبي بكر .
مخ ۲۸