شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
ایډیټر
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
باب المختار من الخطب والأوامر
بسربن أرطأة إلى الحجاز واليمن
فأما خبر بسر بن أرطأة العامري ؛ من بني عامر بن لؤي بن غالب ، وبعث معاوية له ليغير على أعمال أمير المؤمنين عليه السلام ، وما عمله من سفك الدماء وأخذ الأموال فقد ذكر أرباب أن الذي هاج معاوية على تسيير بسر بن أرطأة - ويقال ابن أبي أرطأة - إلى الحجاز واليمن ، أن قوما بصنعاء كانوا من شيعة عثمان ، يعظمون قتله ، لم يكن لهم نظام ولا رأس ، فبايعوا لعلي عليه السلام على ما في أنفسهم ؛ وعامل علي عليه السلام على صنعاء يومئذ عبيد الله بن عباس وعامله على الجند سعيد بن نمران .
فلما اختلف الناس على علي عليه السلام بالعراق ، وقتل محمد بن أبي بكر بمصر ، وكثرت غارات أهل الشام ، تكلموا ودعوا إلى الطلب بدم عثمان ، فبلغ ذلك عبيد الله بن عباس ، فأرسل إلى ناس من وجوههم ، فقال : ما هذا الذي بلغني عنكم ؟ قالوا : إنا لم نزل ننكر قتل عثمان ، ونرى مجاهدة من سعى إليه . فحبسهم . ، فكتبوا إلى من بالجند من أصحابهم ، فثاروا بسعيد بن نمران ، فأخرجوه من الجند ، وأظهروا أمرهم ، وخرج إليهم من كان بصنعاء ، وانضم إليهم كل من كان على رأيهم ، ولحق بهم قوم لم يكونوا على رأيهم ، إرادة أن يمنعوا الصدقة ، والتقى عبيد الله بن عباس وسعيد بن نمران ، ومعهما شيعة علي عليه السلام ، فقال ابن عباس لابن نمران : والله لقد اجتمع هؤلاء ، وإنهم لمقاربون ، وإن قاتلناهم لا نعلم على من تكون الدائرة فهلم لنكتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام بخبرهم وقدحهم ، وبمنزلهم الذي هم به ، فكتبا إلى أمير المؤمنين عليه السلام : أما بعد ، فإنا نخبر أمير المؤمنين ، أن شيعة عثمان وثبوا بنا ، وأظهروا أن معاوية قد شيد أمره ، واتسق له أكثر الناس ، وأنا سرنا إليهم بشيعة أمير المؤمنين ومن كان على طاعته ، وأن ذلك أحمشهم وألبهم ، فعبئوا لنا ، وتداعوا علينا من كل أوب ، ونصرهم علينا من لم يكن له رأي فيهم ، إرادة أن يمنع حق الله المفروض عليه ، وليس يمنعنا من مناجزتهم إلا انتظار أمر أمير المؤمنين ، أدام الله عزه وأيده ، وقضى له بالأقدار الصالحة في جميع أموره . والسلام .
مخ ۳