162

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

ایډیټر

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

يا خيبة الداعي ! من دعا ! وإلام أجيب ! وإني لراض بحجة الله عليهم ، وعلمه فيهم ، فإن أبوا أعطيتهم حد السيف ، وكفى به شافيا من الباطل ، وناصرا للحق ! ومن العجب بعثتهم إلي أن أبرز للطعان ، وأن أصبر للجلاد . هبلتم الهبول ! لقد كنت وما أهدد بالحرب ؛ ولا أرهب بالضرب . وإني لعلى يقين من ربي ، وغير شبهة من ديني .

الشرح : يروى : ذمر بالتخفيف ، وذمر بالتشديد ، وأصله الحض والحث ، والتشديد دليل على التكثير .

واستجلب جلبه ، الجلب بفتح اللام : ما يجلب ، كما يقال جمع جمعه . ويروى : جلبه وجلبه ؛ وهما بمعنى ، وهو السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه ، أي جمع قوما كالجهام الذي لا نفع فيه . وروي : ليعود الجور إلى أقطابه . والقطاب : مزاج الخمر بالماء ، أي ليعود الجور ممتزجا بالعدل كما كان . ويجوز أن يعني بالقطاب قطاب الجيب ، وهو مدخل الرأس فيه ، أي ليعود الجور إلى لباسه وثوبه .

وقال الراوندي : قطابه : أصله ، وليس ذلك بمعروف في اللغة .

وروي الباطل بالنصب ، على أن يكون يرجع متعديا ، تقول : رجعت زيدا إلى كذا ، والمعنى : ويرد الجور الباطل إلى أوطانه .

وقال الراوندي : يعود أيضا مثل يرجع ، يكون لازما ومتعديا ، وأجاز نصب الجور به ، وهذا غير صحيح ؛ لأن عاد لم يأت متعديا ، وإنما يعدى بالهمزة .

والنصف : الذي ينصف .

وقال الراوندي : النصف : النصفة ؛ والمعنى لا يحتمله ؛ لأنه لا معنى لقوله : ولا جعلوا بيني وبينهم أنصافا ، بل المعنى : لم يجعلوا ذا إنصاف بيني وبينهم .

يرتضعون أما قد فطمت ، يقول : يطلبون الشيء بعد فواته ؛ لأن الأم إذا فطمت ولدها فقد انقضى إرضاعها .

وقوله : يا خيبة الداعي ، ههنا كالنداء في قوله تعالى : ' يا حسرة على العباد ' ، وقوله : ' يا حسرتنا على ما فرطنا فيها ' أي يا خيبة احضري فهذا أوانك ! وكلامه في هذه الخطبة مع أصحاب الجمل ؛ والداعي هو أحد الثلاثة : الرجلان والمرأة .

ثم قال على سبيل الاستصغار لهم ، والاستحقار : من دعا ! وإلى ماذا أجيب ! ، أي أحقر بقوم دعاهم هذا الداعي ! وأقبح بالأمر الذي أجابوه إليه ، فما أفحشه وأرذله ! وقال الراوندي : يا خيبة الداعي ؛ تقديره : يا هؤلاء ، فحذف المنادى ، ثم قال : خيبة الداعي ، أي خاب الداعي خيبة . وهذا ارتكاب ضرورة لا حاجة إليها ، وإنما يحذف المنادى في المواضع التي دل الدليل فيها على الحذف ، كقوله :

يا فانظرا أيمن الوادي على إضم

مخ ۱۸۲