شرح نهج البلاغه

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
146

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

پوهندوی

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

قال الرضي : إن في هذا الكلام الأدنى من مواقع الإحسان ما لاتبلغه مواقع الإحسان . وإن حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به ، وفيه مع الحال التي وصفنا زوائد من الفصاحة لا يقوم بها لسان ، ولا يطلع فجها إنسان ، ولا يعرف ما أقول إلا من ضرب في هذه الصناعة بحق ، وجرى فيها على عرق ، ' وما يعقلها إلا العالمون ' .

ومن هذه الخطبة : شغل من الجنة والنار أمامه . ساع سريع نجا ، وطالب بطيء رجا ، ومقصر في النار هوى .

اليمين والشمال مضلة ، والطريق الوسطى هي الجادة ، عليها باقي الكتاب وآثار النبوة ، ومنها منفذ السنة ، وإليها مصير العاقبة ، هلك من ادعى ، وخاب من افترى .

من أبدى صفحته للحق هلك عند جهلة الناس . وكفى بالمرء جهلا ألا يعرف قدره .

لا يهلك على التقوى سنخ أصل ، ولا يظمأ عليها زرع قوم ، فاستتروا في بيوتكم ، وأصلحوا ذات بينكم ، والتوبة من ورائكم ، ولا يحمد حامد إلا ربه ، ولا يلم لائم إلا نفسه .

الشرح : الذمة : العقد والعهد ، يقول : هذا الدين في ذمتي ، كقولك : في عنقي ؛ وهما كناية عن الالتزام والضمان والتقلد . والزعيم : الكفيل ، ومخرج الكلام لهم مخرج الترغيب في سماع ما يقوله ، كما يقول المهتم بإيضاح أمر لقوم لهم : أنا المدرك المتقلد بصدق ما أقوله لكم . وصرحت : كشفت . والعبر : جمع عبرة ، وهي الموعظة . والمثلات : العقوبات . وحجزه : منعه .

وقوله : لتبلبلن ، أي لتخلطن ، تبلبلت الألسن ، أي اختلطت . ولتغربلن ، يجوز أن يكون من الغربال الذي يغربل به الدقيق ، ويجوز أن يكون من غربلت اللحم ، أي قطعته . فإن كان الأول كان له معنيان : أحدهما الاختلاط ، كالتبلبل ، لأن غربلة الدقيق تخلط بعضه ببعض . والثاني أن يريد بذلك أنه يستخلص الصالح منكم من الفاسد ، ويتميز كما يتميز الدقيق عند الغربلة من نخالته .

وتقول : ما عصيت فلانا وشمة ، أي كلمة . وحصان شموس : يمنع ظهره ، شمس الفرس ، بالفتح ، وبه شماس . وأمر الباطل : كثر .

وقوله : لقديما فعل ، أي قديما فعل الباطل ذلك ، ونسب الفعل إلى الباطل مجازا . ويجوز أن يكون فعل بمعنى انفعل كقوله :

قد جبر الدين الإله فجبر

إي فانجبر . والسنخ : الأصل ، وقوله : سنخ أصل كقوله :

مخ ۱۶۶