شرح نهج البلاغه

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
125

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

پوهندوی

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

لما أذكر علي عليه السلام الزبير بما أذكره به ورجع الزبير ، قال :

نادى علي بأمر لست أنكره . . . وكان عمر أبيك الخير مذحين

فقلت حسبك من عذل أبا حسن . . . بعض الذي قلت منذ اليوم يكفيني

ترك الأمور التي تخشى مغبتها . . . والله أمثل في الدنيا وفي الدين

فاخترت عارا على نار مؤججة . . . أنى يقوم لها خلق من الطين ! لما خرج علي عليه السلام لطلب الزبر خرج حاسرا ، وخرج إليه الزبير دارعا مدججا ، فقال علي عليه السلام : يا أبا عبد الله ، قد لعمري أعددت سلاحا ، وحبذا فهل أعددت عند الله عذرا ؟ فقال الزبير : إن مردنا إلى الله ، قال علي عليه السلام : ' يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ' ، ثم أذكره الخبر ، فلما كر الزبير راجعا إلى أصحابه نادما واجما ، رجع علي عليه السلام إلى أصحابه جذلا مسرورا ، فقال له أصحابه : يا أمير المؤمنين ، تبرز إلى الزبير حاسرا ، وهو شاك في السلاح ، وأن تعرف شجاعته ! قال : إنه ليس بقاتلي ، إنما يقتلني رجل خامل الذكر ، ضئيل النسب ، غيلة في غير مأقط حرب ، ولا معركة رجال ، ويلمه أشقى البشر ! ليودن أن أمه هبلت به ! أما إنه وأحمر ثمود لمقرونان في قرن .

لما انصرف الزبير عن حرب علي عليه السلام مر بوادي السباع ، والأحنف بن قيس هناك في جمع من بني تميم قد اعتزل الفريقين ، فأخبر الأحنف بمرور الزبير ، فقال رافعا صوته : ما أصنع بالزبير ! لف غارين من المسلمين ، حتى إذا أخذت السيوف منهما مأخذها ، انسل وتركهم . أما إنه لخليق بالقتل ، قتله الله ! فاتبعه عمرو بن جرموز - وكان فاتكا - فلما قرب منه وقف الزبير ، وقال : ما شأنك ؟ قال : جئت لأسألك عن أمر الناس ، قال الزبير : إني تركتهم قياما في الركب ، يضرب بعضهم وجه بعض بالسيف . فسار ابن جرموز معه ، وكل واحد منهما يتقي الآخر . فلما حضرت الصلاة ، قال الزبير : يا هذا ، إنا نريد أن نصلي .

مخ ۱۴۵