119

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

پوهندوی

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

نازع أبو سفيان أبا بكر في أمر فأغلظ له أبو بكر ، فقال له أبو قحافة : يا بني ، أتقول هذا لأبي سفيان شيخ البطحاء ! قال : إن الله تعالى رفع بالإسلام بيوتا ، ووضع بيوتا ، فكان مما رفع بيتك يا أبت ، وما وضع بيت أبي سفيان .

ومن كلام له لما أشير عليه بألا يتبع

طلحة والزبير ولا يرصد لهما القتال :

الأصل : والله لا أكون كالضبع تنام على طول اللدم ؛ حتى يصل إليها طالبها ، ويختلها راصدها ، ولكني أضرب بالمقبل إلى الحق المدبر عنه ، وبالسامع المطيع العاصي المريب أبدا ، حتى يأتي علي يومي ، فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي ، مستاثرا علي منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم حتى يوم الناس هذا .

الشرح : يقال : أرصد له بشر ، أي أعد له وهيأه ، وفي الحديث : ' إلا أن أرصده لدين علي ' . واللدم : صوت الحجر أو العصا أو غيرهما ، تضرب به الأرض ضربا ليس بشديد .

ولما شرح الراوندي هذه اللفظات ، قال : وفي الحديث : والله لا أكون مثل الضبع تسمع اللدم حتى تخرج فتصاد ، وقد كان - سامحه الله - وقت تصنيفه الشرح ينظر في صحاح الجوهري وينقل منها ، فنقل هذا الحديث ظنا منه أنه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس كما ظن ، بل الحديث الذي أشار إليه الجوهري هو حديث علي عليه السلام الذي نحن بصدد تفسيره .

ويختلها راصدها : يخدعها مترقبها ، ختلت فلانا : خدعته . ورصدته : ترقبته . ومستأثرا علي ، أي مستبدا دوني بالأمر ، والاسم الأثرة ، وفي الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم قال للأنصار : ' ستلقون بعدي أثرة ، فإذا كان ذلك فاصبروا حتى تردوا علي الحوض ' .

والعرب تقول في رموزها وأمثالها : أحمق من الضبع ، ويزعمون أن الصائد يدخل عليها وجارها ، فيقول لها : أطرقي أم طريق ، خامري أم عامر ، ويكرر ذلك عليها مرارا . معنى أطرقي أم طريق طأطئي رأسك ، وكناها أم طريق لكثرة إطراقها ، على فعيل كالقبيط للناطف ، والعليق لنبت . ومعنى خامري الزمي وجارك واستتري فيه ، خامر الرجل منزله إذا لزمه .

قالوا : فتلجأ إلى أقصى مغارها وتتقبض ، فيقول : أم عامر ليس في وجارها ، أم عامر نائمة ، فتمد يديها ورجليها وتستلقي ، فيدخل عليها فيوثقها ، وهو يقول لها : أبشري أم عامر بكم الرجال ، أبشري أم عامر بشاء هزلى ، وجراد عظلى ، أي يركب بعضه بعضا ، فتشد عراقيبها فلا تتحرك ، ولو شاءت أن تقتله لأمكنها ، قال الكميت :

فعل المقرة للمقا . . . لة خامري يا أم عامر

وقال الشنفرى :

لا تقبروني إن قبري محرم . . . عليكم ولكن خامري أم عامر

إذا ما مضى رأسي وفي الرأس أكثري . . . وغودر عند الملتقى ثم سائري

مخ ۱۳۹