106

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

پوهندوی

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جليلة ، فقسمها كلها في بني أمية . وأنكح الحارث بن الحكم ابنته عائشة ، فأعطاه مائة ألف من بيت المال أيضا بعد صرفه زيد بن أرقم عن خزنه .

وانضم إلى هذه الأمور أمور أخرى نقمها عليه المسلمون ، كتسيير أبي ذر رحمه الله تعالى إلى الربذة ، وضرب عبد الله بن مسعود حتى كسر أضلاعه ، وما أظهر من الحجاب والعدول عن طريقة عمر في إقامة الحدود ورد المظالم ، وكف الأيدي العادية ، والانتصاب لسياسة الرعية ، وختم ذلك ما وجدوه من كتابه إلى معاوية يأمره فيه بقتل قوم من المسلمين ، واجتمع عليه كثير من من أهل المدينة مع القوم الذين وصلوا من مصر لتعديد أحداثه فقتلوه .

وقد أجاب أصحابنا عن المطاعن في عثمان بأجوبة مشهورة مذكورة في كتبهم . والذي نقول نحن : إنها وإن كانت أحداثا ، إلا أنها لم تبلغ المبلغ الذي يستباح به دمه ، وقد كان الواجب عليهم أن يخلعوه من الخلافة حيث لم يستصلحوه لها ، ولا يعجلوا بقتله ، وأمير المؤمنين عليه السلام أبرأ الناس من دمه ، وقد صرح بذلك في كثير من كلامه ؛ من ذلك قوله عليه السلام : والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله .

وصدق صلوات الله عليه .

الأصل : فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ، ينثالون علي من كل جانب ، حتى لقد وطئ الحسنان ، وشق عطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم . فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت أخرى ، وفسق آخرون ، كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول : ' تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ' ؛ بلى والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنهم حليت الدنيا في أعيينهم ، وراقهم زبرجها .

الشرح : عرف الضبع ثخين ، ويضرب به المثل في الازدحام . وينثالون : يتتابعون مزدحمين . والحسنان : الحسن والحسين عليه السلام . والعطفان : الجانبان من المنكب إلى الورك ؛ ويروى عطافي ، والعكاف : الرداء وهو أشبه بالحال ؛ إلا أن الرواية الأولى أشهر ، والمعنى خدش جانباي لشدة الإصطكاك منهم والزحام . وقال القطب الرواندي : الحسنان : إبهاما الرجل ؛ وهذا لا أعرفه .

مخ ۱۲۶