شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
پوهندوی
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
الذي ذكره الراوندي غير معروف ، ولم ينقل عمر هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه قال لعبد الله بن عباس يوما : يا عبد الله ، ما تقول منع قومكم منكم ؟ قال : لا أعلم يا أمير المؤمنين ، قال : اللهم غفرا ! إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فتذهبون في السماء بذخا وشمخا ، لعلكم تقولون : إن أبا بكر أراد الإمرة عليكم وهضمكم ! كلا ، لكنه حضره أمر لم يكن عنده أحزم مما فعل ، ولولا رأي أبي بكر في بعد موته لأعاد أمركم إليكم ، ولو فعل ما هنأكم مع قومكم ، إنهم لينظرون إليكم نظرة الثور إلى جازره .
فأما الرواية التي جاءت بأن طلحة لم يكن حاضرا يوم الشورى ، فإن صحت فذو الضغن هو سعد بن أبي وقاص ، لأن أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس ، والضغينة التي عنده على علي عليه السلام من قبل أخواله الذين قتل صناديدهم ، وتقلد دماءهم ، ولم يعرف أن عليا عليه السلام قتل أحدا من بني زهرة لينسب الضغن إليه . وهذه الرواية التي اختارها أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ قال : لما طعن عمر قيل له : لو استخلفت يا أمير المؤمنين ! فقال : من أستخلف ؟ لو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته وقلت لربي لو سألني : سمعت نبيك يقول : ' أبو عبيدة أمين هذه الأمة ' ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته ، وقلت لربي إن سألني : سمعت بنيك عليه السلام يقول : ' سالما شديد الحب لله ' ، فقال له رجل : ول عبد الله بن عمر ، فقال : قاتلك الله ! والله ما الله أردت بهذا الأمر ! ويحك ! كيف أستخلف رجلا عجز عن طلاق امرأته ! لا أرب لعمر في خلافتكم ، ما حمدتها فأرغب فيها لأحد من أهل بيتي ؛ إن تك خيرا فقد أصبنا منه ، وإن تك شرا يصرف عنا . حسب آل عمر أن يحاسب منهم رجل واحد ، ويسأل عن أمر أمة محمد .
فخرج الناس من عنده ، ثم راحوا إليه فقالوا له : لو عهدت عهدا ! قال : قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أولي أمركم رجلا هو أحراكم أن يحملكم على الحق - وأشار إلى علي عليه السلام - فرهقتني غشية ، فرأيت رجلا يدخل جنة قد غرسها فجعل فجعل يقطف كل غضة ويانعة ، فيضمها إليه ، ويصيرها تحته ، فخفت أن أتحملها حيا وميتا ، وعلمت أن الله غالب أمره عليكم بالرهط الذي قال رسول الله عنهم : إنهم من أهل الجنة ، ثم ذكر خمسة : عليا ، وعثمان ، وعبد الرحمن ، والزبير ، وسعدا .
مخ ۱۲۰