شرح مسند ابي حنيفه
شرح مسند أبي حنيفة
پوهندوی
الشيخ خليل محيي الدين الميس
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۰۵ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
قلنا لا هم ينتظرونك للصلاة قال: ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال لنا أصلى الناس: قلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله ﷺ لصلاة العشاء الآخرة قالت: فأرسل رسول الله ﷺ إلى أبي بكر أن تصلي بالناس فأتاه الرسول وكان أبو بكر رجلًا رقيقًا فقال: يا عمر صل أنت فقال عمر أنت أحق بذلك، فصلى بهم أبو بكر ثم إن رسول الله ﷺ وجد من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه أن لا يتأخر، وقال لهما: أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي ﷺ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي ﷺ قاعدًا لكن روى الترمذي عن عائشة قالت صلى النبي ﷺ في مرضه الذي توفى فيه خلف أبي بكر قاعدًا، وقال: حسن صحيح.
وأخرج النسائي عن أنس: آخر صلاة صلاها رسول الله ﷺ مع القوم في ثوب واحد متوشحًا خلف أبي بكر. قال ابن الهمام والجواب من وجهين أما أولًا فلأنه لا يعارض ما في الصحيح، وأما ثانيًا فقد قال البيهقي: لا تعارض فالصلاة التي كان فيها إمامًا صلاة الظهر يوم السبت أو الأحد، والتي كان فيها مأمومًا في الصبح من يوم الاثنين وهي آخر صلاة صلاها حتى خرج من الدنيا، ويخالف هذا ما ثبت عن الزهري عن أنس في صلاتهم يوم الاثنين وكشف الستر ثم إرخائه فإنه كان في الركعة الأولى ثم إنه ﵊ وجد من نفسه خفة فأدرك معه الثانية قال فالصلاة التي صلاها أبو بكر مأمومًا صلاة الظهر، وهي التي خرج فيها بين العباس وعلي والتي كان فيها إمامًا صلاة الصبح، وهي التي خرج فيها بين الفضل بن عباس وغلام له حصل بذلك الجمع والله ﷾ أعلم.
والحديث حجة لأبي حنيفة ومن تابعه خلافًا لمحمد ومن وافقه، ومذهب أحمد أنه شرع قائمًا ثم جلس صح اقتداء القائمين به وإن شرع جالسًا فلا، وظاهر الحديث دليل لأن الظن به ﵊ أنه كبر قبل الجلوس حيث كان قادرًا عليه.
1 / 101