وهم جماعة الأشاعرة (1): إن القدماء كثيرون مع الله تعالى، هي المعاني التي يثبتونها موجودة في الخارج، كالقدرة والعلم وغير ذلك، فجعلوه تعالى مفتقرا في كونه عالما إلى ثبوت معنى هو العلم، وفي كونه قادرا إلى ثبوت معنى هو القدرة، وغير ذلك. ولم يجعلوه قادرا لذاته، ولا عالما لذاته، ولا حيا لذاته، ولا مدركا لذاته، بل لمعان قديمة يفتقر في هذه الصفات إليها، فجعلوه محتاجا ناقصا بذاته كاملا بغيره. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فلا يقولون هذه الصفات <div>____________________
<div class="explanation"> (طالما نقل عنه ابن تيمية واعتمد على أقواله - ما نصه: " حكي عنه أنه قال: هو جسم كالأجسام. ومعنى ذلك أنه شئ موجود " (1) وأوضحه في موضع آخر حيث قال: " قال قائلون: هو جسم خارج عن جميع صفات الأجسام، ليس بطويل، ولا عريض، ولا عميق، ولا يوصف بلون ولا طعم ولا مجسة ولا شئ من صفات الأجسام " (2).
ومن هنا نص شارح المواقف على أن هؤلاء لا يكفرون، لأنهم ينفون جميع خواص الجسم، وليس في مقالتهم إلا إطلاق لفظ الجسم، بخلاف المصرحين بالجسمية (3)، وقد بحثنا عن هذه المسألة في (المقدمة).
(1) هم أتباع الشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل، ينتهي نسبه إلى أبي موسى الأشعري، له عقائد تبعه عليها قوم وأنكرها آخرون، له مؤلفات كثيرة.</div>
مخ ۸۵