============================================================
مقدمة المؤلف الدر والدري خافا جوده فتحصنا في البحر والأفلاك من التجا إلى جنابه يجد له مكانا عليا، ومن أعرض عن بابه لم يجد له نصيرا ولا وليا، إذا هم بمنقبة أمضى، وإذا عن له مكرمة أسرع إليها ومضى: عزماته مثل السيوف صوارما لو لم يكن للصارمات فلول ناشر العدل والإحسان على الأنام، وباسط الأمن والأمان في الأيام، هو الذي رفع رايات العلم والكمال بعد انتكاسها، وعمر رباع الفضل والإفضال بعد اندراسها، فعادت رياض العلوم إلى روائها مخضرة الأطراف، وآضت حدائقها إلى بهائها مزهرة الجوانب والأكناف، ملجا سلاطين العالم بالاستحقاق، ومفخر أساطين بني آدم في الآفاق، السلطان المؤيد المنصور المظفر غياث الحق والدولة والدين بير محمد اسكندر، خلد الله ملكه وسلطانه، وأفاض على العالمين بره وإحسانه: وهذا دعا لا يرد لأنه صلاح لأصناف البرية شامل وها أنا أفيض في المقصود، متوكلا على الصمد المعبود، فاقول: قال المصنف : بسم الله الرحمن الرحيم ضمن خطبة كتابه الإشارة إلى مقاصد علم الكلام رعاية لبراعة الاستهلال، فبسمل أولا تيمنا، ثم قال: (الحمد لله العلي شانه) أمره وحاله في ذاته، وصفاته والمكارم جمع مكرمة يضم الراء فعل الكرم ضد اللؤم، والمآثر جمع ماثرة وهي المكرمة لأنها تؤثر اى تذ كر اي ما يؤثرها قرن بعد قرن، المدى الغاية، الصوارم جمع صارمة من صرمت الشيء قطعته، الفلول جمع الغل بالفتح وهو الكسر في حد السيف، الرباع جمع ربع وهو الدار بعيتها يقال: روى وروى ورواء كفنى وإلى وسماء كثير مرو، والبهاء الحسن والمأمول من الأذكياء المتحلين بحلي الإنصاف، المتخلين عن رذيلتي البغي والاعتساف، إذا عثروا على شيء زلت فيه القدم، أو طغى به القلم، أن يستحضروا أن لكل جواد كبوة، ولكل صارم تيرة: ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء تبلا آن تعد معائبه على أني اقول: إن الناس غطوني تغطيت عنهم وإذ بحثوا عني ففيهم مباحث والمسؤول من جناب ذي الجلال، الفياض لأرفع النوال، ان ينفع به المخلصين، ويجعله ذخرا ليوم الدين، وهو حسبي ونعم الوكيل والله أعلم.
مخ ۱۲