211 شك الو اقفث 25 2765 9 را يدر بلاتى
للقاضي عضد الدين عبد الرحمرل لابجي المتوفى سنة (5/ه تأليق السيد الشردف علي بن محقد الجرحاني اوو سنة 817ه ومعة ها ميتا التيالكويى والجابى على شرح المواقف ضبط و صحه سحمنود عمر اله مياطي بيه: جعلتا بأعلو الضحيفة المواقف بشرحة، ودونها حاشية عير للحكيوالسيبالكوتي ودو نهما حاشيية حسن چلى بن محقد شاه الصناري مفصولا بين كل واحد مها بجدول الجتزء الأول ورا واى برضوت حارالكنب العطمية
مخ ۱
============================================================
جيع الحقوق محفوظة جبع حقوق الملكية الاربية والفنية محفوظة لحاو الاعق اد بدرت لبناد وبسظر ابع آو تصور او ترجمه أو إعادة تنضهد الكتاب كاملا أو مجرا أو تسبيله على اشرطة كاصبت أو ادخاله على الكبيوتر آو بربته على اسلوانات وية الا بموافقة الفاشر ارا 07916ح 101516566 اله 556 5
2110 6956 105210016 0 46 2 5601 595 05 1 66956 166661676 الطبعة الأؤلهل 1419ه- 1998_ حاد الحنب الحلما و انا الوان: رمل انطريف شارع البحتري بناية ملكارت اف وفاتس 222248 - 111123 - ك101215 11 917 آ ددد بريد 9422 11 بيروت- لينان 4706/77 961201 -60260 1026622 [6125r061 116066/61698 6 196.46007 - /// 1 1 ذا 244//.2161.6.15 _63196641
مخ ۲
============================================================
را بتوى) ر ندار وير برت بشالله التمن الرجيو الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فإن من إكرام الله عز وجل علي أن قمت بتصحيح هذا الكتاب وبإخراجه بحلة قشيبة تسهل مقاصد الكتاب على طالبه، فالله أسال أن يوفقني وجميع المسلمين لخدمة كتابه والعمل به وبسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
ترجمة المؤلف: هو الإمام عبد الرحمن ين أحمد بن عيد الغفار القاضي عضد الدين الإيجي، عالم بالنحو والفقه والمعاني والبيان والعلوم العقلية.
ولد سنة ثمان وسبعمائة هجرية بايج من تواحي شيراز، وبدأ بأخذ العلم عن مشايخ عصره، ولازم زين الدين تلميذ الإمام البيضاوى، وكان إماما في المعقول، قائما بالأصول ومشاركا في سائر الفنون، وتوفي مسجونا بقلعة قرب أيج سنة ست وين وسباية هجري، حيث جرت له محنة مع صاحب كرمان فسجنه بالقلمة وتوفي فيها.
قال عنه الإمام الأسنوى: كان إماما في علوم متعددة، محققا مدققا ذا تصانيف مشهورة ، منها: شرح مختصر ابن الحاجب، والمواقف والجواهر وغيرها في علم
مخ ۳
============================================================
الكلام، والفوائد الغيائية في المعاني والبيان، وكان صاحب ثروة وجود وإكرام للوافدين عليه، وتولى قضاء القضاة بمملكة أبي سعيد فحمدت سيرته.
وقال السبكي: كان إماما في المعقولات عارفا بالأصلين والمعاني والبيان والنحو مشاركا في الفقه، له في علم الكلام كتاب المواقف وغيره.
وقال التفتازاني: في الثناء عليه أيضا. لم يبق لنا سوى اقتناء آثاره والكشف عن خبييات أسراره، بل الاحتناء من بحار ثماره والاستضاءة يأنواره.
التعريف بالكتاب: هو في علم الكلام، ألفه لغياث الدين وزير خدا بنده وهو كتاب جليل القدر، رفيع الشأن، اعتنى به الفضلاء فشرحه السيد، الشريف الجرجاني ومحمد بن يوسف الكرماني، وسيف الدين الأبهري وغيرهم، وعليه حواش كثيرة.
نذكر منهم المولى حسن جليي بن محمد شاه الفشاري علق عليه حاشية لطيفة ذكر أنه استعار من المولى خواجه زادة كتاب شرح المواقف وحواشيه وكانت مملوءة بأبكار أفكاره فجزأه وفرقه بين طلبته فكتبوا النسخة كلها، ثم أرسلها له وضمها إلى حواشيه. كذا ذكر عرب زاده في هوامش الشقائق، وعلق المولى علي بن أمر الله المعروف بابن الحائي على هذه الحاشية بتمامها تعليقة والمولى مصطفى بن يوسف له تعليقة قال: إن كلامي على شرح المواقف أخذه المولى حسن الجلبي وأدرجه في حاشيته وإن لي مسودة على التلويح. فبلغ فيها إلى أثناء مباحث الوجود فمات فبقيت مسودة، ثم أخرجها إلى البياض المولى بهاء الدين. وعلى شرحه حاشية لعبد الحكيم السيالكوتي اللاهورى. وعلى شرح المواقف حاشية للسيد المحقق ميرزاجان الشيرازي وهي إلى تمام الموقف الثاني في الأمور العامة.
واختصر الجلبي المواقف وسماه الجواهر [ جواهر الكلام) شرحه شمس الدين
مخ ۴
============================================================
محمد الفنارى شرحا مفيدا، كما ذكره حفيده الحسن الفتارى في حاشية شرح المواقف: والمولى علاء الدين علي الطوسي: له تعليقة على شرح المواقف ذكر فيها أنه علقها في أيام السلطان بايزيد في إحدى المدارس الثمان، وسماء بتاريخه "تكملات أدب". والمولى إسماعيل المعروف بقره كمال مشتمل على تصرفات (أبحاث) كثيرة. وكتب المولى قاسم الكرمياني على الإلهيات، أورد فيها لطائف وتحقيقات يتعجب منها النظارة. وكتب المولى فتح الله الشرواني على إلهيات شرح المواقف للسيد حاشية مقبولة. والمولى محي الدين محمد بن الخطيب كتب بأوائله.
والشيخ غرس الدين (أحمد) بن إيراهيم كتب على فلكياته.
وهذه حواش لا بد منها لكل من له طلب. بالإضافة إلى حواش كثيرة على شرح المواقف ذلك الكتاب رفيع الشأن.
االبى راش باستا مصادر الترجمة: شذرات الذهب : لابن العماد الحنبلي (174/6) البدر الطالع: للإمام الشوكاني (326/1).
-هدية العارفين: للإمام البغدادي (527/1).
كشف الظنون: للعلامة كاتب الجلبي (1891/2).
مخ ۵
============================================================
ى ى ى ى ى ى ى ى ى ى ى ب ى د ش 776666688 7 7666668
الانر ه بد به بد مه مد بد د به يه ى بى ى ى يوى
ى
~~ى ب رنررررررررر
ال ل ل
ذذ ن نننننننننننننن ب ذو ووىوىذذى ىىىىىىىىىىىى ىىى ىيىيى يييى ببب
ادددييدويى وويووييدوييدوويوويووييدوويدوويوويووييووويووويوويووييووويووويوويووديووويووويوويووديووويدوويوويووديووويدوويوودووددودود
دبيدد ددددددد دددد دددد ددد دددد ندددد ددد دددد ببه ددددبددب 1 يييييى يددددددددددددددددد
لالللاللللالالل الالالالالالبالالالبالالالالبالالالبالالالالالالالالبالالاالالالالالالالالاالالل
مخ ۶
============================================================
خطردا با لله التمن الرحي سبحان من تقدست سبحات جماله عن سمة الحدوث والزوال، وتنزهت سرادقات جلاله عن وصمة التغير والانتقال، تلالات على صفحات الموجودات أنوار جبروته وسلطانه، وتهللت على وجنات الكائنات آثار ملكوته وإحسانه، تحيرت العقول سر الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد حمدا يوافي تعك، ويكافي مزيد كرمك، وأحمدك بجميع محامدك ما علمت منها ومالم أعلم، وعلى جميع نعمك ما علمت منها ومالم اعلم، وعلى كل حال وأصلي على محمد سيد البشر صاحب لواء الحمد وعلى آله واصحابه صلاة توازي عناءه وتجازي غناءه، وأسلم تسليما كثيرا كثيرا، (وبعد): فهذه فوائد بل فرائد علقتها على شرح المواقف لسيد المحققين وأفضل المدققين عند قراءة قرة العين لهذا الغريب، عبد الله الملقب باللبيب، مذكرة للأحباب وتحفة للاصحاب، وعدة ليوم الحساب، وأنا الفقير المتمسك بالحبل المتين، عيد الحكيم ابن الشيخ شمس الدين.
قول: (سبحان من تقدست) نصب على الصدر بمعنى التنزيه والتبعيد من السرء، أي: اسبح سبحانا حذف الفعل لقصد الدوام والثبات صرح به الشيخ الرضي ، وأقيم السصدر مقامه، وأضيف إلى المفعول وحذفه واجب قياسا فهو مصدر من المجرد يستعمل بمعنى المزيد كما في أنبت الله نباتا، ويجوز أن يكون مصدر سبح في الأرض والماء إذا ذهب فيهما وأيعد اي أبعد من السوء إبعادا، او من إدراك العقول وإحاطته، وقيل: معناه السرعة والخفة في الطاعة ولا يجوز آن يكون من سبح كمنع أو سبح تسبيحا بمعنى قال: سبحان الله للزوم الدور. والتقدس التطهر من قدس في الأرض إذا ذهب، لأن المتطهر عن الشيء متبعد عنه، والتفعل للمبالغة والسبحات بضم السين والباء: الأنوار جمع سبحة، والجمال الحسن في الخلق والخلق جمل ككرم فهو جميل كامير وغراب وزمان. وفي الاصطلاح: الصفات الثبوتية وإضافة السبحات إليه إما لامية او إضافة بسر الله الرحمن الرحي الحمد لله الذى تولهت الأفهام في كبرياء ذاته، وتحيرت الأوهام في عظمة صفاته، وتهللت على وجنات الكائنات آثار إحسانه، وتلالأت في صفات الموجودات أنوار سلطانه، سبحان من أوضح بالحجج البالغة محجة الجنة، وأسس مبادئ الدين على الكتاب والسنة، ثم الصلاة على سيد الرسل، وموضح السبل، المبعوث إلى الأسود والأحمر، والشفيع المشفع يوم المحشر، أبي القاسم محمد المرفوع ذكره فوق السماء السابعة، المشهور خبره في الأمم السالفة،
مخ ۷
============================================================
مقدمة المزلف والأفهام في كبرياء ذاته، وتولهت الأذهان والأوهام في بيداء عظمة صفاته، يا من دل على ذاته بذاته، وشهد بوحدانيته نظام مصنوعاته، صل على نبيك المصطفى) ورسولك المجتبى، محمد المبعوث بالهدى، إلى كافة الورى، وعلى آله البررة الأتقياء، وأصحابه الخيرة الأصفياء، ما تعاقبت الظلم والضياء، (وبعد) فإن أنفع المطالب حالا ومآلا، وأرفع المآرب منقبة وكمالا، وأكمل المناصب مرتبة وجلالا، وأفضل الرغائب أبهة وجمالا، هو المعارف الدينية، والمعالم اليقينية؛ إذ يدور عليها الفوز بالسعادة العظمى، والكرامة الكبرى، في الآخرة والأولى وعلم الكلام، في عقائد المشبه به إلى المشبه أي الصفات الثبوتية التي هي كالأنوار في الظهور والبهاء، والسمة أثر الكي وسمه يسمه وسما وسمة، والحدوث الوجود بعد العدم، والزوال العدم بعد الوجود، والتنزه التباعد، والسرادقات جمع سرادق: وهو الذي يمد فوق صحن الدار يقال له: سرا برده، والجلال مصدر جل الشيء عظم، وفي الاصطلاح الصفات السلبية لأنها موجبة لعظمة ذاته تعالى، وتعاليه عن المماثلة والإدراك والإضافة كما في سبحات جماله. والمناسبة بين السرادقات والصفات السلبية أن كل واحدة منهما موجبة للاحتجاب، وعطف تنزهت على تقدست للاتحاد في المعنى والاختلاف في المتعلق. تلالأت أي لمعت وصفحة كل شيء جانبه وصفحات الموجودات عوارضها من الوجود وما يتبعه من الكمالات، والجبروت فعلوت للمبالغة من الجبر بمعنى القهر والسلطنة، وفي الاصطلاح: الصفات الفعلية أي لمعت على عوارض الموجودات آثار صفاته الفعلية من الإيجاد والإعدام والتغيير من حال إلى حال وفيه إشارة إلى أن الماهيات غير مجعولة، ولم يعطف هذه الصلة على ما قبله للإشارة إلى استقلاله في استيجاب التسبيح دفعا لتوهم النقص والسوء فيها من تعلقها بالشرور، والتهلل التلالق، والوجنة ما ارتفع من الخدين وفيه أربع لغات: وجنة ووجنة واجنة واجنة والملكوت كرهبوت، وترقوت العز والسلطان والملكة وهذه الفقرة متحدة بما قبلها في المآل مغايرة له باعتبار التعبير وزيادة الإحسان فإن آثار صفاته الفعلية من ث إنها موجبة للتغير، مظهر لعزته وسلطنته ومن حيث إنها تعم موجبة لكمال الموجودات الذى نسخت بشريعته الشرائع والملل، وتبدلت ببعثته الدول والتحل، وعلى آله وأصحابه بدور معالم الإيمان، وشموس عوالم العرفان، ما وقب ليل وغسق، ولاح نجم وخفت (وبعد) فاعلموا معاشر طلاب اليقين، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، أن أصحاب العقل متطابقون، وأرباب النقل متوافقون، على أن أفضل الرغائب أبهة وحمالا، وأرفع المآرب منقبة وكمالا، العلم الذي هو ثمرة العقل الذي هو أنفس الأشياء وحياة القلب الذي هو رئيس الأعضاء، وأشرف العلوم وانفعها، وأكمل المعارف وأرفعها، هي العلرم الشرعية، والمعارف الدينية؛ إذ بها ينتظم صلاح العباد، ويغتنم الفلاح في المعاد، وعلم الكلام من بينها أعلاها شأنا، وأقواها برهانا، وأوثقها بنيانا، وأوضحها تبيانا، ثم شرح المواقف من بين كتبه للمولى المحقق، والحبر المدقق، جامع
مخ ۸
============================================================
مقدمة المؤلف الإسلام، من بينها أعلاها شأنا، وأقواها برهانا، وأوثقها بنيانا، وأوضحها تبيانا، فإنه مأخذها وأساسها، وإليه يستند اقتناصها واقتباسها، بل هو كما وصف به رئيسها ورأسها، ومما صنف فيه من الكتب المنقحة المعتبرق، وألف فيه من الزير المهذبة المحررة، كتاب المواقف الذي احتوى من أصوله وقواعده على أهمها واولاها، ومن شعبه وفوائده على الطفها وأسناها، ومن دلائله العقلية على أعمدها وأجلاها، ومن شواهده النقلية على أفيدها وأجداها، وكيف لا وقد انطوى على خلاصة أبكار الأفكار، وزبدة نهاية العقول والأنظار، ومحصل ما لخصه لسان التحقيق، وملخص ما احسان منه تعالى، فلذا عطفه عليه تحيرت فصله عما تقدم لكونه كالنتيجة لما قبله فهو كبدل الاشتمال، ولم يورد الفاء لتخييل العدول إلى أقوى الدليلين، فيعلم بالتفكر آنه مترتب على الصلاة السابقة، وأنها سبب للتحير والتوله، ويقال: حار يحار حيرة وحيرا وحيرانا وتحير واستحار نظر إلى الشيء فعشي ولم يهتد إليه سبيلا وذات مؤنث ذو أصله ذوات بدليل ذواتا أفنان حذف الواو للخفة كما حذف من ذوو والتاء فيه للتأنيث بدليل انقلابه في الوقف هاع، ثم استعمل بمعنى نفس الشيء وصارت التاء جزءا فلذا يطلق عليه تعالى وينسب إليه بالتاء، فيقال: الصفات الذاتية، ويكتب طويلا كتاء أخت، والتوله الحيرة والخوف، والذهن بالكسر الفهم والعقل، والبيداء الفلاة ثم إن ذاته تعالى لما تميز تميزا تاما بإجراء تلك الصفات وصار كانه مشاهد حاضر خاطبه بقوله: يا من دل أي كل أحد حذف المفعول لقصد التعميم مع الاختصار على ذاته أي وجوده، واتصافه بصفات الكمال بذاته بنصب الآيات المنيثة في الأفاق والأنفس قال الله تعالى: سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أتفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق [فصلت:53]، وشهد بوحدانيته نظام مصنوعاته إذ لو تعددت الآلهة لنطاردت أو تواردت. قال الله تعالى: { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} [الأنبياء: 22]، صل بإبفاء شريعته وإعلاء ذكره في الدنيا، ورفعه في المقام المحمود والشفاعة الكبرى في الآخرة، والإضافة في نبيك ورسولك لتعظيم المضاف، الظلم بضم الظاء وفتح اللام جمع ظلماء بمعنى الظلمة، والقياس سكون اللام كحمر وحمراء، والضياء جمع ضرء وأصله ضواء تحو صوت وصيات المأربة مثلثة الراء الحاجة المنقية المفخرة المعقول والمنقول، قرة عين البتول، السيد الشريف، عامله الله بلطفه اللطيف، كتاب اعترف بسمو منزلته الحاسدون، واذعن لعلو مرتبته المعاندون، وكيف لا وقد اتطوى على زبدة نتائج الأنظار، واحترى على خلاصة ابكار الأفكار، وإني كنت حركت الهمة إلى استقصاء فوائده، فلقي الرغبة في أن أوفي كيلي من فوائده، متوقعا لاستثبات حقائقه افاويق المجهود، متخطيا في درك دقائقه كل حد من الحد معهود حائما حول حماه من قطريها، إلى آن فزت من مادبته بقرطيها، ولقد طال ما جال في صدري أن اكتب عليه حواشي تذلل صعابه، وتكشف عن وجوه فرائده نقابه، أنقد فيه نتائج الافكار، وأوضح خزائن الأسرار، عطفا مني على أهل الطلب، ومن له في تحقيق الحق أرب، إذ كان همم اكثرهم في زماننا مقصورة على استطلاع طلع بدائمه،
مخ ۹
============================================================
مقدمة المؤلف حرره بنان التدقيق في ضمن عبارات رائقة معجرة، وإشارات شائقة موجزة، فصار بذلك في الاشتهار، كالشمس في رابعة النهار، واستمال إليه بصائر أولي الأبصار، من أذكياء الأمصار والأقطار فاستهتروا بكنوز عباراته الجامعة ولم يجدوا عليها دليلا، واستهيموا برموز إشاراته اللامعة ولم يهتدوا إليها سبيلا، فاجتمع إلي نفر من أجلة الأحباب، المتطلعين إلى سرائر الكتاب، واقترحوا علي أن أكشف لهم عن مخدراته الأستار، وأبرز لهم من نقاب الحجاب هاتيك الأسران، ليجتلوها بأعيتهم متبرجات بزينتها، متبخترات بمحاسن فطرتها، فأسعفتهم إلى ذلك متمسكا بحبل التوفيق، ومستهديا إلى سواء الطريق، وشرحته بحمد الله سبحانه شرحا يذلل من شوارده صعابها، ويميط عن خرائده نقابها، يهتدي به السادى إلى لب الألباب، ويطلع به الناشي على العجب العجاب، وضمنته جميع ما يحتاج إليه، من بيان ما فيه وما له وما عليه، مراعيا في ذلك شريطة الإنصاف، مجانبا عن طريقة الاعتساف، ولما تيسر المنصب، المرجع الرغبة المرغوبة الأبهة كسكرة العظمة والبهجة والكبر والشغوة، المعارف جمع معرفة من عرفه يعرفه معرفة وعرفانا إذا علمه، وكذلك المعالم فالعطف باعتبار التغاير بينهما بالصيغة الدينية المنسوبة إلى دين محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، واليقينية المنوبة إلى اليقين وهو إزالة الشك أعلاها شانا لأشرفية موضوعه وغايته، واقواها برهانا لكونه براهينه الحجج العقلية المؤيدة بالنقلية، واوثقها بنيانا لان مباديها إما بينة بنفسها أو مسائل منه، وأوضحها تبيانا لأن المطلوب فيه تحصيل اليقين فلا بد من البيان الواضح فإنه مأخذها، وأساسها لاحتياج جميع العلوم الدينية إليه لأنه ما لم يثبت وجود صاتع مختار لم يثبت شيء منها كما وصف به معترضة بين المبتدأ والخبر والكاف الجارة لتشبيه مضمون الجملة بالجملة، ولا متعلق له كما في الرضي، والتنقيح التهذيب وهو في المعاني والتحرير في الألغاظ على خلاصة ابكار الأفكار اشار إلى أسماء الكتب المصنفة في هذا الفن من غير تكلف الرائق المعجب فعجب تأكيد له من غير لفظه في رابعة النهار في نصفه. استهتروا: أولعوا واستهيمرا أي جملوا هائمين من رجل هائم وهيوم متحير المتطلعين إلى سرائر الكتاب أى المريدين للاطلاع عليها، أو واستكشاف كنه ودائعه، معتصمين في كشف اسراره بالحواشي والاطراف، قانعين من بحار لآليه بالأصداف، وكان يعوقني عن ذلك توزع البال، وتشتت الحال، بسبب ما أعانيه من محن الزمان، واعاينه من طوارق الحدثان، ثم ما ارى عليه طباع اكثر الإخوان من الميل إلى اللد والعناد، والانحراف عن منهج الرشاد.
فشن بينهم المودة والصفا وقلوبه م محشوة بعة ارب ولما تواتر علي التماس طلاب الكمال، بلسان الحال والمقال، رايت الإقدام عليه أحرى، وشرعت فيه بعد آن قدمت رجلا واخرت اخرى، لعلمي بأني لست من فرسان هذا الميدان،
مخ ۱۰
============================================================
مقدمة المؤلف لي إتمامه، وختم بالخير اختتامه، خبرته بالدعاء لمن أيده الله بالسلطنة العظمى، والخلافة الكبرى، وزاده بسطة في الفضل والندى، وشيد ملكه بجنود لا قبل لها من العدى، وأمده بمعقبات من السموات العلى، يحفظونه من بين يديه ومن خلفه بأمر ربه الأعلى، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ليحق به الحق ويقطع دابر الكافرين، ويبطل به الباطل ويشفي غيظ صدور قوم مؤمنين، ويجعل له لسان صدق في الآخرين، ويرفع مكانه يوم الدين، في أعلى عليين، وما هو إلا حضرة المولى السلطان الأعظم، والخاقان الأعلم الأكرم، مالك رقاب الامم، من طوائف العرب والعجم، المختص من لدن حكيم عليم، بفضل جسيم، وخلق عظيم ولطف عميم، شمل الورى الطافه، وعمهم إعطافه، وصانهم اكنافه، من كل ما لا يرتضى، مكارمه لا تحصى، ومآثره لا تستقصى: مول عطاياه سمت فوق المدى وتباعدت عن رتبة الإدراك الواقفين على سرائرها بالإجمال متعطشين إلى ما يفيد برد خواطرهم بالتفصيل، الاقتراح السؤال من غير روية ليجتلوها أي ينظروا إلى تلك الأسرار، مجلوة من اجتليت العروس إذا نظرت إليها مجلوة أي مكشوفة وفي بعض النسخ بأعينهم متبرجات مظهرات من تبرجت المرأة أظهرت زينتها للرجال، والتبختر مشية حسنة فأسعفتهم من أسعفت الرجل بحاجته إذا قضيتها له فالتعدية بإلى لتضمين معنى القصد إشارة إلى أن الإسعاف كان قوليا قاصدا للفعلى، شرحته أى شرعت في شرحه لقوله: ولما تيسر لي إتمامه، الشوارد جمع شاردة من شرد شرودا إذا نفر فإنا كان الشرح مذللا لصعاب الشوارد فتذليله لغير الصعاب بالطريق الأولى. الإماطة الإزالة. الخرائد جمع خريدة بمعنى المرأة المخدرة، السادي من سدا يسدو سدوا مد اليد إلى الشيء والناشئ من نشيت الخبر إذا تخبرت ونظرت من أين جاء، والعجاب بضم المين وتخفيف الجيم أو تشديدها ما جاوز العجب، تحبير الخط والشعر وغيرهما تحسينه. الفضل والفضيلة خلاف النقص والنقيصة الندى الجود والتشييد الإحكام من شاد الحائط يشيده طلاه بالشيد وهو ما طلي به حائط من جص ونحوه. المعقبات ملائكة الليل والتهار لأتهم يتعاقبون وإنما أنث لكثرة ذلك منهم نحو نسابة وعلامة، الدابر آخر كل شيء، والغيظ غضب كامن للعاجز، اللسان جارحة الكلام وقد يكنى بها عن الكلمة وهو المراد هنا. عليين جمع علي مكان في السماء السابعة تصعد إليه ارواح المؤمنين، مالك رقاب الأمم منع الشريعة من إطلاق هذا الاسم على المخلوق، واعترافي بقصور النظر وعدم الإتقان، فجاء بحمد الله في زمان يسير كما استحسنه الأحباء وارتضاه الأولياء، مشتملا على حقائق ما مستها يد الافكان، محتويا على دقائق ما فتق بها رتق آذانهم أولو الأبصار، وسيحمد السابح في لججه والسانح في حججه، ما أودعته من فرائد الفوائد، ومهدت فيه من موائد العوائد، والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
مخ ۱۱
============================================================
مقدمة المؤلف الدر والدري خافا جوده فتحصنا في البحر والأفلاك من التجا إلى جنابه يجد له مكانا عليا، ومن أعرض عن بابه لم يجد له نصيرا ولا وليا، إذا هم بمنقبة أمضى، وإذا عن له مكرمة أسرع إليها ومضى: عزماته مثل السيوف صوارما لو لم يكن للصارمات فلول ناشر العدل والإحسان على الأنام، وباسط الأمن والأمان في الأيام، هو الذي رفع رايات العلم والكمال بعد انتكاسها، وعمر رباع الفضل والإفضال بعد اندراسها، فعادت رياض العلوم إلى روائها مخضرة الأطراف، وآضت حدائقها إلى بهائها مزهرة الجوانب والأكناف، ملجا سلاطين العالم بالاستحقاق، ومفخر أساطين بني آدم في الآفاق، السلطان المؤيد المنصور المظفر غياث الحق والدولة والدين بير محمد اسكندر، خلد الله ملكه وسلطانه، وأفاض على العالمين بره وإحسانه: وهذا دعا لا يرد لأنه صلاح لأصناف البرية شامل وها أنا أفيض في المقصود، متوكلا على الصمد المعبود، فاقول: قال المصنف : بسم الله الرحمن الرحيم ضمن خطبة كتابه الإشارة إلى مقاصد علم الكلام رعاية لبراعة الاستهلال، فبسمل أولا تيمنا، ثم قال: (الحمد لله العلي شانه) أمره وحاله في ذاته، وصفاته والمكارم جمع مكرمة يضم الراء فعل الكرم ضد اللؤم، والمآثر جمع ماثرة وهي المكرمة لأنها تؤثر اى تذ كر اي ما يؤثرها قرن بعد قرن، المدى الغاية، الصوارم جمع صارمة من صرمت الشيء قطعته، الفلول جمع الغل بالفتح وهو الكسر في حد السيف، الرباع جمع ربع وهو الدار بعيتها يقال: روى وروى ورواء كفنى وإلى وسماء كثير مرو، والبهاء الحسن والمأمول من الأذكياء المتحلين بحلي الإنصاف، المتخلين عن رذيلتي البغي والاعتساف، إذا عثروا على شيء زلت فيه القدم، أو طغى به القلم، أن يستحضروا أن لكل جواد كبوة، ولكل صارم تيرة: ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء تبلا آن تعد معائبه على أني اقول: إن الناس غطوني تغطيت عنهم وإذ بحثوا عني ففيهم مباحث والمسؤول من جناب ذي الجلال، الفياض لأرفع النوال، ان ينفع به المخلصين، ويجعله ذخرا ليوم الدين، وهو حسبي ونعم الوكيل والله أعلم.
مخ ۱۲
============================================================
مقدمة المؤلف وافعاله فإنه تعالى جامع لجهات علو الشان، لا يتطرق إلى سرادقات قدسه شائبة النقصان (الجلي برهانه) حجته القاطعة التي نصبها دالة على وجود ذاته، واتصبافه بكمالاته وهي آياته المنبثة في الآفاق والأنفس، تجتليها بصائر أولي الأبصار، وتشاهد بها أسرارا يضيق عن تصويرها نطاق الإظهار (القوى سلطانه) سلطنته ونفاذ حكمه إذ لا يستعصي على إرادته شيء من الأشياء، ولا يجري في ملكوته إلا ما يشاء (الكامل حوله) قوته المحمولة للممكنات من حال إلى حال إيجادا وإفناءا، إعادة قوله: (فبسمل أولأ تمينا) فإن قلت : ليس للبسملة مدخل في الإشارة المذكورة، لأن البسملة مما يطرد في أول كل كتاب من كل فن، فلا تحصل بها الإشارة، إلى المقاصد الآتية، فلا وجه للفاء. قلت: تضمن خطبة كتابه الإشارة إلى مقاصد علم الكلام إنما يستحن ويعتد به، ويمد تفوقا في ابتداء الكتاب بعد رعاية التيمن ببسم الله، فكأنه قال: أراد التضمين المذكور فبسمل أولا تيمنا ليعتد بذلك التضمن، فالفاء حينيذ أصاب موقعه، على أنها قد تجيء لمجرد الترتيب كما ذكره ابن هشام في مغني اللبيب، وله امثلة كثيرة في القرآن المجيد، والظاهر أن البسملة متأخرة زمانا عن التضمين الذي أريد به سببه اعتي الإرادة، وقد يتوهم أنه آراد بالتضمين المذكور الإيراد في ضمن الخطبة اي اثنائها، فللبسملة مدخل في ذلك حينيد إذ لو لم يبسمل اولا لكانت الإشارة في أول الخطبة لا في اثنائها، وتقدم جملة الحمدلة لا يكفي لأن قوله العلي شانه الخ سواء اعتير بدلا عن لفظة الله، أو نعتا له من متمماتها، ولا يخفى ما فيه من التعسف، نعم يمكن أن يقال: على تقدير كون البسملة جزءا من الخطبة لفظ التضمين يشعر باشتمال الخطبة على شيء آخر سوى الإشارة المذ كورة، فللبسملة على قصد التيمن مدخل في التضمين وإن لم يكن لها مدخل في براعة الاستهلال وبهذا يظهر حسن موقع الفاء إذا حملت على مجرد الترتيب ايضا، ولو بالنسبة إلى نفس التضمين لأن مرتبة التفصيل متاخرة عن مرتبة الإجمال: قوله: (ثم قال: الحمد لله) إن قلت : ثم للترتيب مع التراخي ولا تراخي للحمدلة عن البسملة لا زمانا ولا رتبة كما هو الظاهر، فما وجه ثم؟ قلت: بعد تسليم عطف مدخول ثم على بسمل، قد ذكرنا في حواشي المطول ان المحققين من النحاة تصوا على أن دلالة ثم على التراخي وجوبا مخصوصة بعطف الفرد قوله: (إلى سرادقات قدسه) أراد بالقدس التنزه عن النقص، وفيه تاكيد لكونه جامعا لجهات علر الشأن، ولذا ترك العطف وبهذا يظهر حسن ارتباطه بما قبله، واندفاع ما قيل: الانسب بالسياق أن يقول: إلى سرادقات كماله كما لا يخفى على المتامل.
قوله: (ولا يجري في ملكوته إلا ما يشاء) لما كان المتبادر من قوله : لا يستعصي على
مخ ۱۳
============================================================
مقدمة السؤلف وإبداء (الشامل طوله) فضله ونواله فإن رحمته وسعت كل شيء على حسب حاله، ثم إنه قرر جميع ما ذكر بما اقتبس من قوله تعالى (الذي خلق سبع سموات) هي أفلاك الكواكب السبعة السيارة فإن الفلكين الآخرين يسميان كرسيا وعرشا (ومن الأرض مثلهن) مثل السموات في العدد كما ورد في الأثر من أن الأرض أيضا سبع طبقات، وفي كل طبقة منها مخلوقات، وما يعلم جنود ربك إلا هو وقد تؤول تارة بالأ قاليم السبعة، وأخرى بطبقات العناصر الأربعة حيث عدت سبعا (بكمال قدرته) متعلق بخلق (وجمل الأمر) أي حكمه او تدبيره (يتنزل بينهن) من السماء السابعة إلى الأرض السفلى (ببالغ حكمته) التي هي إتقانه وإحكامه في علمه وفعله (وكرم بني آدم) نوع الإنسان على غيره (بالعقل الغريزي) أي بالقوة المستعدة لإدراك قوله: (نوع الإنسان) فسر بني آدم بنوع الإنسان ليشمل آدم عليه السلام ولا حاجة إلى تقدير الصلة لأن التكريم معناه التعظيم، وذا لا يحتاج إلى الصلة كما وقع في التنزيل، ولقد كرمنا بني آدم ولا حاجة إلى حمله على معنى التفضيل كما في قوله تعالى: { هذا الذي كرمت علي (الإسراء:62]، حتى لا يثم بدون تقدير الصلة، ومع ذلك لا بد من تخصيص الغير بما عدا الملك والجن، لأنهم لكونهم مكلفين شركاء للإنسان في التكريم المذكور، ولذا قالوا: اسباب العلم للخلق أى الملك والجن والإنس ثلاثة.
إرادته شيء أن كل ما أراده الله فهو واقع، فلا يظهر منه معنى الحصر وهو أن لا يقع إلا ما أراده، وكان هذا أيضا من جملة جهات قوة السلطنة اورد قوله: ولا يجري في ملكوته إلا ما يشاء، إفادة للمعنى المذ كور فليس فيه تخصيص بعد التعميم كما ظن، وأما تخصيص الملكوت بالذ كر فإن حمل على المعنى اللغوي وهو الملك فإن الملكوت مبالغة في الملك كما أن الرهبوت مبالغة في الرهبة، فالامر ظاهر وإن حمل على عالم الباطن والغيب فهو من قبيل تخصيص العرش بالذ كر في الحكم بالاستيلاء، كما قال الله تعالى: { الرحمن على العرش استوى} [طه: 5]، اى استولى والأول اقرب لان الخصوم أعني المعتزلة، إنما يدعون وقوع خلاف السراد في عالم الشهادة دون عالم الغيب فتامل.
قوله: (حيث عدت مبعا) كما نقل عن الشارح النار ثم الهواء ثم الطبقة الزمهريرية ثم الهواء السمجاور للأرض، ثم الماء ثم الطبقة الطينية المركبة من الماء والأرض، ثم الطبقة الأرضية الصرفة التي تقرب المركز وفي طبقات العناصر وأعدادها اقول آخر بعضها مذكور في الموقف الرابع من هذا الكتاب، وبعضها مذكور في الكتب الأخر لا فائدة في الاستقصاء عنها في هذا الموضع، واعلم ان التاويل بطبقات العناصر يستدعي أن يحمل الأرض في الآية على السفليات مطلقا وفيه بعد لا يخفى: قوله: (نوع الإنسان على غيره) فسر بني آدم بنوع الإنسان ليتناول الحكم بالتكريم آدم، وأراد بغيره الحيوانات العجم لا الجن بل ولا الملك أيضا.
مخ ۱۴
============================================================
مقدمة المؤلف المعقولات التي جبلت عليها فطرتهم ويسمى عقلا هيولانيا (والعلم الضروري) الحاصل لهم بلا اكتساب المسمى عقلا بالملكة (وأهلهم) جعلهم أهلا، وفي نسخة الأصل، وأهله بتأويل الإنسان (للنظر والاستدلال) بالعلوم الضرورية (والارتقاء في مدارج الكمال) وذلك بأن يرتقي أولا من الضروريات إلى مشاهدة النظريات، ويسمى عقلا مستفادا، ثم تتكرر مشاهدتها مرة بعد اخرى حتى تحصل له ملكة استحضارها متى أريد بلا تجشم كسب جديد، ويسمى عقلا بالفعل وهو وإن كان متاخرا عن المستفاد في الحدوث لكنه وسيلة إليه متقدمة عليه في البقاع وقد يقال : العقل المستفاد هو أن تصير النفس الناطقة بحيث تشاهد مقولاتها بأسرها دفعة واحدة، فلا يغيب عنها شيء منها اصلا، وهذا هو الغاية القصوى في الارتقاء في قوله: (المسمى عقلا بالملكة) فإن قلت : لا شك ان بين المرتبة الأولى التي هي الاستعداد المحض، وبين المرتبة الثانية المفسرة بالعلم بالضروريات، واستعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات مرتبة أخرى، هي العلم بالجزثيات المحسوسة فلم لم يتعرضوا إليها، قلت: لأنها ليست من مراتب القوة النظرية بل من خواص النفس الحيوانية والغرض عد المراتب المخصوصة بالنفس الناطقة.
قوله: (حتى تحصل له ملكة استحضارها) قال بعض المحققين: وعندي أنه لا اعتبار بملكة الاستحضار في العقل بالفعل بل القدرة على الاستحضار في الجملة كافية، وإلا لم تنحصر مراتب القوة النظرية في الأربعة فإنه إذا أحضرت المعقولات مرة مثلا وذهل عنها فالنفس قادرة على استحضارها ولو بتجشم، فهذه المرتبة لولم تعد عقلا بالفعل، ولم يتحقق الإنحصار كعدم تحققه على التفسير المستفاد بالتفسير الثاني: قوله: (متقدمة عليه في البقاء) ولأن في كل منهما جهة تقدم على الآخر، وتعارض الجهتين أشار إليهما معا بقوله والارتقاء في مدارج الكمال.
قول: (وهذا هو الغاية التصوى) فان قلت: قد صرحوا بأته بعد مرتبة العقل المستفاد مرتبتان إحداهما مرتبة عين اليقين، وهي أن تصير النفس بحيث تشاهد المعقولات في المفارق المفيض إياها كما هي، والثانية مرتبة حق اليقين، وهي أن تصير النفس بحيث تتصل بالمفارق اتصالا عقليا وتلاقي ذاتها ذاته تلاقيا روحانيا، وفرقوا بين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين إن مشاهدة كل ما يرى بتوسط نور النار بمثابة علم اليقين، ومعاينة جرم النار الذي يفيض ذلك النور على ما يقبل الإضاءة بمثابة عين اليقين، وتاثير النار فيما تصل إليه بمحو هويته حشى يصير نارا صرفا بمثابة حق اليقين، فما معنى قوله: وهذا هو الغاية القصوى في الارتقاء في الكمالات العلمية، لا يقال: الكلام في مراتب القوة النظرية ومرتبتا عين اليقين وحق اليقين من مرات
مخ ۱۵
============================================================
مقدمة المؤلف الكمالات العلمية، ومستقره الدار الآخرة، وأما فى الدار الدنيا فقد يرتجى لمحات منه للنفوس المجردة عن العلائق البشرية (ثم أمرهم) عطف على كرم مع ما عطف عليه، قوله: (عطف على كرم مع ما عطف عليه الخ) يعني أنه عطف عليه بعد اعتبار عطف أهله عليه، لأن الآمر بالتفكر مترتب على التكريم المقيد بالأهلية، لا على التكريم فقط، إذ لا تكليف للصبي، ولم يجمله معطوفا على أهله إبقاء لثم على معناها الأصلي؛ إذ ليس تعلق الأمر بالتفكر متاخرا بمهلة عن الأهلية المذ كورة، فإن مناط التكليف هو العقل بالملكة عند الشيخ الأشعري، ولم يحمل كلمة ثم على مجرد التدرج في المراتب، إذ لا وجه لتخصيص، قوله: أمرهم بذلك: قوله: ( وكلمة ثم على معناها) اي يجوز إبقاؤها على معناها الأصلي بناء على مذهب الأشاعرة.
العمل وآثاره، لانا نقول المستفاد بالمعنى الثاني من مراتب العمل آيضا قلت : أراد بالمستفاد الذي حكموا بأن ما بعده بمرتبتين عين اليقين وحق اليقين المستفاد بالمعنى الأول لا الثاني، إذ لا نسلم أن مشاهدة المعقولات دفعة يحصل قبل الاتصال بالمفارق والمحكوم عليه بأنه الغاية القصوى هو المستفاد بالمعنى الثاني، وبالجملة لا يتصور في نفس الكمال العلمي مرتبة اعلى من ان تكون جميع النظريات على ما هي عليه مشاهدة بالفعل على سبيل الاجتماع، سواء قيل: هذه المرتبة تحصل قبل المرتبتين الأخريين أو بعدهما، أو أنها عين إحداهما وأعلوية المرتبتين الأخريين منهما لو سلم فليس باعتبار نفس الكمال العلمي، يل باعتبار اشتمالهما عليهما وعلى مرتبة أخرى فلا إشكال.
قوله: (ومستقره الدار الآخرة) قيل: عليه الظاهر أن المراد بالمعقولات المذكورة في هذا التفير، المعقولات التي كسيها وأدركها النفس على ما يشعر به قوله: مشاهدة معقولاتها وبه صرح في حواشي شرح المطالع، حيث قال: التي ادركها ولا يخفى على ذي مسكة أنه يجوز آن يكون شخص من الأشخاص قد حصل له معقولات نظرية لا تزيد على اثنين او ثلاثة، فيشاهدها في الدار الدنيا اوله زيادة تعلق، وعدم تجرد فلا يصح قوله: ومستقره الدار الآخرة وأجيب بأن المراد جميع النظريات، وقوله: معقولاتها من حيث إنه يتمكن من تعقل جميع النظريات، وقوله: في الحواشي التي أدركها محمول على إدراك إما بمباديها أو لنفسها، من حيث إن إدراك المبادي إدراك للمطالب بالقوة، وأنت خبير بأن اعتبار حصول مبادى جميع النظريات بالفعل، لكل تنفس يعتبر المستفاد بالنسبة إليها مما لا يكاد يصح، اللهم إلا أن يحمل الإدراك على المجاز اعني استعداده فحييذ لا يحتاج إلى توسط المبادي في البين كما لا يخفى.
قوله: (وكلمة ثم على معناها الأصلى) قيل عليه: يلزم من ذلك تأخر الأمر بالتفكر عن حصول المراتب الأريع، وليس كذلك ورد بأن اللازم تأخره عن حصول المرتبتين الأوليين، وعن التاهيل للرتبتين الأخريين، لا عن حصولهما بالفعل، ولا محذور فيه وقد يجاب بأن لا محذور في الأول أيضا، على تقدير تسليم اللزوم، إذ المذهب الحق عند أهل السنة أن الصبي الماقل ليس
مخ ۱۶
============================================================
مقدمة المؤلف وكلمة ثم على معناها الأصلي الذي هو المهلة، والمراد أنه تعالى أمرهم على السنة الرسل بالتفكر في مخلوقاته وأحوالها (والتدبر لمصنوعاته) وأطوارها، وفي قوله: (ليؤديهم) أي: التفكر والتدبر فيها مع ما في حيزه نوع تفصيل لما أجمله من مباحث الإلهيات والاستدلال عليها بالممكنات، في قوله العلي شأنه وما يعقبه (إلى العلم بوجود صانع)، لأن المخلوقات حادثة ولا بد للحادث من صانع (قديم) لا أول لوجوده إذ لو كان أيضا حادثا، لاحتاج إلى صانع آخر، فتسلسل أو دار (قيوم) قائم بنفسه مقيم لغيره، فإن ذلك لازم لكونه صانعا حقيقيا (حكيم) لظهور إتقانه في آثاره الصادرة عنه.
(واحد) في صفات الألوهية لا شريك له فيها، وإلا لاختل النظام المشاهد في العالم. (أحد ) في حد ذاته لا تركيب فيه، وإلا لكان ممكنا وحادثا (فرد) لا شفع له من صاحبة أو ولد لعدم مجانسته غيره. (صمد) سيد يقصد في الحوائج من صمده يصمده صمدا، أى قصده. (منزه عن الأشباه) المشاركة له في صفاته، (والأمثال) الموافقة إياه في حقيقة ذاته (متصف بصفات الجلال) أي العظمة، يقال: جل فلان إذا عظم قدره، وجلال الله عظمته (مبرأ عن شوائب النقص جامع لجهات الكمال) أى في الذات والصفات والأفعال: (غني) في جميع ذلك (عما سواه فلا يحتاج إلى شيء من الأشياء) فيما ذكرناه. (عالم بجميع المعلومات) لما اتي من ان المقتضي لعلمه خصوصية ذاته، والمصحح للمعلومية ذوات المفهومات، ولا شك أن نسبة ذاته إلى جميعها على السواع، فوجب عموم علمه إياها، (فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء)، أي لا يبعد ولا يغيب عنه أقل قليل، هو مثل في القلة فكيف بالزائد المشتمل عليه؟ (قادر على بمكلف، بل إنما يحصل التكليف بعد البلوغ والمرتبتان الأخريان تحصلان قبله كما هو الظاهر.
قوله: (والمراد أنه تعالى امرهم على السنة الرسل) فإن قلت : الشارح قد فسر بني آدم بنوع الإنسان، وآدم منهم، وليس مأمورا على السنة الرسل إذ الظاهر أن المراد رسل البشر، فكيف يستقيم ما ذكره؟ قلت: المراد انه تعالى أمر النوع على السنة الرسل لا كل فرد فرد، وإلا لم يستقم في بعض من سواه من الأنبياء ايضا: قوله: (فإن ذلك لازم لكونه مانعا حقيقيا) أراد بالصانع الحقيقي صانعا ليس بمصنرع لغيره، وهو القديم الواجب، فاندفع ما قيل: بل لكونه قديما غير محتاج إلى صانع آخر، كيف وكونه قديما غير محتاج إلى صانع آخر؟ إنما يستلزم القيام بنفسه لا الإقامة لغيره بالفعل، إلا آن يريد لكونه صانعا قديما.
مخ ۱۷
============================================================
مقدمة المزلف ميع الممكنات) لأن مقتضى القدرة ذاته، ومصحح المقدورية هو الإمكان المشترك بينها، فوجب شمول قدرته إياها (على سبيل الاختراع والإنشاء) اي بلا احتذاء مثال، يقال: اخترعه اي ابتدعه، وأصل الخرع هو: الشق وأنشأ يفعل كذا أى ابتدأ يفعل كذا. (مريد لجميع الكائنات) خيرها وشرها لأن وقوع ما لا يريده بل يكرهه، كما زعمت المعتزلة يستلزم عجزه المنافي للألوهية. (تفرد بمتقنات الأفعال) بالافعال المتقنة المحكمة الخالية عن الاختلال. (وأحاسن الأسماء) وإنما اختار صيغة الفعل، أعني تفرد على متفرد تبيها على أنه استتناف يدل على اتصاف ذاته بما ذكر من الصفات، فإن الإتقان المشير إليه قوله تعالى: صنع الله الذي أتقن كل شيء (النمل: 88] يدل على علمه وقدرته وإرادته، كما أن أسماءه الحسنى تنبئ عن اتصاف المسمى بالكمالات والتبرؤ عن النقائص. (أزلي) هو أعم من القديم لأن إعدام الحوادث أزلية وليست بقديمة، وإنما ذكره مع الاستغناء عنه بقديم ليقارنه لفظ (أبدي) فإنهما يذكران غالبا معا (توحد بالقدم والبقاء) ربط بالأزلي على طريق قوله: (رإنما اختار إلى قوله: على أنه امتتناف) أي كان مقتضى الظاهر متفرذ عدل عنه إلى صيغة الفعل إشارة إلى انفطاعه عما تقدم، وأنه جملة مستانفة لا محل لها من الإعراب، وقعت اعتراضا بين الصفات ليكون دليلا على اتصاف ذاته تعالى بالصفات المذكورة، فهو استغناف نحوي كقوله: توحد بالقدم والبقاء، والحمل على الاستثناف البياني وهم لا مناسبة له بالمقام: قوله: (يستلزم عجزه) قيل: لا عجز إذ هو قادر على القهر والمنع وإرخاء العنان ليبلوهم أيهم أحسن عملا، ورد بان فيه نوع عجز أيضا وفيه تأمل:0 قوله: (تبيها على أنه اسعناف إلخ) ولو قيل: متفرة لم يكن تنبيها على تلك الدلالة أصلا، وإن وجد نفس الدلالة لأن التنبيه إنما يحصل من تغيير الأسلوب الدال على كونه استثنافا، فإنه في الاصطلاح جواب سؤال ناشئ مما تقدم، كانه قيل: لم قلت أن ذاته تعالى متصف بما ذكر من الصفات؟ هكذا ينبغي أن يحقق معنى الكلام .
قوله: (ازلي) ذكر في الصحاح ان الأزل بالتحريك القدم، يقال: هو ازلي ثم قال: ذكر بعض أهل العلم ان أصل هذه الكلمة قولهم للقديم لم يزل، ثم نسب إلى هذا فلم يستقم إلا بالاختصار، فقالوا: يزلي ثم ابدلت الياء الفأ لانها أخف، فقالوا : أزلي، كما يقال في الرمح المنسوب إلى ذي يزن: أزني، وقيل: الأزل اسم لما يضيق القلب عن تقدير بدايته من الأزل، وهو الضيق والأبد اسم لما ينفر القلب عن تقدير نهايته من الأبود والبعود.
قوله: (ليقارنه لفظ أبدي) فإن للقديم معنى آخر، كما في قوله تعالى: كالعرجون القديم [يسن: 39] ذكر الأزلي قرينة للمراد ودفعا لتوهم البعيد.
مخ ۱۸
============================================================
مقدمة السؤلف الاستعناف بصيغة الفعل، توحده بالقدم، وذلك لا ينافي كون صفاته الزائدة على ذاته قديمة، لأنها ليست مغايرة له، وربط بالأبدي توحده بالبقاء، فإنه الباقي بذاته وما سواه إنما هو باق به وبإرادته، (وقضى) أي حكم (على ما عداه بالعدم والفناء) هو العدم الطارى على الوجود، فهو أخص من العدم مطلقا (له الملك) توطعة لما يذكره من صفاته الفعلية، وما يتعلق بها، وإنما ذكرها بصيغ الأفعال لمناسبتها إياها (يحيي ويبيد) من الإبادة بمعنى الإهلاك (ويبدى ويعيد وينقص من خلقه ويزبد) كل ذلك على وفق مشيئته (لا يجب عليه شيء) من الأفعال، كما يزعمه أهل الاعتزال إذ لا حاكم فوقه يوجبه عليه تعالى عن ذلك علوا كبيرا، وكون العقل حاكما باطل كما ستعرفه (له الخلق والأمر) له الإيجاد والحكم (يفعل ما يشاء) بقدرته (ويحكم ما يريد) بحكمته لا مانع لمشيئته ولا راد لحكمه (لا تعلل أفعاله بالأغراض والعلل) لأن قول: (توحد بالقدم إلخ) لم يتعرض ماهنا لنكتة الاستعناف لظهورها، وهي الاعتناء بشأن مضمونه، ردا على الفرق المثبتين للقدم والبقاء لغيره تعالى من الفلاسفة والجرمانيين وغيرهما.
قوله: (لأنها ليست الخ) يعني أن المراد بتوحده بالقدم، والبقاء عدم مشاركة غيره له فيهما، والصفات ليست مغايرة له بقرينة قوله: وقضى على ما عداه، ولو قال: لأنها ليست ما عداه لكان أظهر، ولم يحتج إلى حمل الغير على المعنى الاصطلاحي، فإن معنى ما عداه ما تجاوزه وانفك عنه في الوجود.
قوله: (لأنها ليست مغايرة له) والمتبادر المتعارف من التوحد هو النفي عن الأغيار، كما لا يخفى على المنصف، فاتدفع ما قيل: عدم الغيرية لا يقتضي العينية التي يقتضيها التوحد، نعم يندفع بما ذكره السؤال على قوله: وحكم على ما عداه بالعدم والفناء، إلا آن يقال: المتبادر من التوحد هو النفي عن الغير بالمعنى اللغوي لا الاصطلاحي، وقد يقال : هذا وارد على متعارف العرب حيث يقولون: ما رايت إلا زيدا، ويريدون مع صفاته، والاقرب أن يحمل على القدم بذاته كما ذكره في البقاء، فلا نقض بالصفات، وإن قيل بالتغاير بينها وبين الذات .
قوله: (لمناسبتها إياها) لأن صيغ الأفعال تدل على التجدد، كما أن الصفات الأفعال متجددة.
قوله: (إذ لا حاكم فوقه) وكون العقل حاكما باطل، يعني أن الوجوب عليه إما بوجود من يوجبه عليه، ولا يخفى بطلانه، او بحكم العقل بالوجوب عليه بأن يدرك في بعض الأفمال أو التروك قبحا ذاتيا، يحيل لأجله الإتيان به، ويوجب عليه تعالى الإتيان بخلافه كما يزعمه المعتزلة، وهذا أيضا باطل كما ستعرفه من أن الحسن والقبح شرعيان، وقد يقال : العقل وإن لم يكن حاكما بالحسن والقبح لكن يجوز أن يكون مدركا إذ وجوب بعض الأشياء علته، يكون مقتضى أسمائه الكمالية الأزلية اللازمة فتامل.
قوله: (بالأغراض والعلل) الظاهر آن المراد بالعلل العلل الغائية وأنه لا فرق بينها وبين
مخ ۱۹
============================================================
مقدمة السؤلف ثبوت الغرض للفاعل من فعله يستلزم استكماله بغيره، وثبوته علة لفعله يستلزم نقصانه في فاعليته، وليس يلزم من ذلك عبث في أفعاله تعالى، لأنها مشتملة على حكم ومصالح لا تحصى، إلا أنها ليست عللا لأفعاله، ولا أغراضا له منها (قدر الأرزاق والآجال في الأزل) أشار به إلى القضاء الذى يتبعه القدر، والرزق عندنا ما ينتفع به حلالا كان أو حراما، والأجل يطلق على جميع مدة الشيء كالعمر، وعلى آخره الذي ينقرض فيه كوقت الموت، وقوله: (ثم إنه بعث إليهم الأنبياء والرسل) إشارة إلى مباحث النبوات، وكلمة ثم للتراخي في الرتبة، فإن البعثة مشتملة على أحكام كثيرة اشار إليها هاهنا سوى الأمر بالتفكر الذي ذكره فيما سبق، ولا يجوز حملها قوله: (وكلمة ثم إلخ) يعني أن قوله: بعث، عطف على قوله أمرهم، والبعثة وإن كانت متقدمة على الأمر المذكور لما مر من أنه على السنة الرسل، لكنها متأخرة عته رتبة لكن لا باعتبارها في تفسها، لان الأمر فرع البعثة، بل لانها مشتملة على احكام كثيرة أشار إليها المصنف رحمه الله هاهنا بقوله: سوى الأمر بالتفكر فإته ذكره سابقا ولا شك أن تلك الأحكام متاخرة عن الأمر بالتفكر في الرتبة العقلية، لأنه أول الواجبات على ما سيجيء، ولأنه باعتبار غايته إشارة إلى مباحث الإلهيات، والبعثة المذكورة هاهنا إشارة إلى مباحث النبوات، وما قيل: من أن ما ذكر هاهنا مشتمل على الأمر بالتفكر، حيث قال: ويامرهم بمعرفته فلا يصح استثناؤه عن قوله: أشار إليها فوهم، لأن المذكور هاهنا الأمر بالمعرفة لا الأمر بالتفكر والتوجيه، بأن قوله : سوى الأمر الخ متعلق بقوله: مشتملة على احكام، والمعنى آن البعثة مشتملة على أحكام كشيرة الأغراض، وإن كان بينها وبين الغاية فرق مشهور، وقد يفرق بينهما بأن الغرض هو الفائدة الموجودة العائدة إلى الفاعل، والغاية أعم، وتعليل الشارح كلا النفيين بعلة أخرى، يشير إلى هذا وقد يينى كلامه على ان المراد بالعلل العلل الفاعلية فحاصل الكلام أن الأفعال التي هي له تعالى عندنا ليست لغيره تعالى في نفس الأمر، كما عند المعتزلة في الأفعال الاختيارية للعباد والفلاسفة في عامة الأفعال، لأته يستلزم نقصانه في فاعليته حيث استند بعض الأفعال إلى غيره، ولك أن تبني الفرق في التعليل على الفرق في المفهوم فليتأمل.
قوله: (يستلزم نقصانه في فاعليته) لأن العلة الغائية هي الباعثة على الفعل وهي متقدمة على المعلول بحسب التصور حتى لو لم يتصور لم يتحقق الفعل والفاعلية أيضا، وإلا لم يكن ما فرضت غائية غائية، ولا شك انه نقصان في الفاعلية، والمذهب الحق أن الله تعالى كاف بماله من الإرادة في الأفعال كلها.
قوله: (حلالا كان أو حراما) فإن قلت: لو كان الحرام رزقا لكان منفق مغصوبه ممدوحا لقوله تعالى في مقام المدح: ومما رزقناهم ينفقون [البقرة: 3]، والتالي باطل، قلت: الملازمة ممنوعة لأن من للتبعيض، فالممدوح منفق بعض الرزق وهو الحلال الطيب.
قوله: (فإن البعثة مشتملة إلخ) إشارة إلى وجه التراخي في الرتبة وحاصله أن البعثة مشتملة
مخ ۲۰