77

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

پوهندوی

الدكتور مُصْطفى عليَّان

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

الحاضرة، والبداوة: سكنى البادية، والتطرية: التجديد والصناعة، والمعيز: ذوات الشعر من الغنم، وهي المعز والمعزى، والمعيز: الواحدة معزاة، والناظرة: المقبلة على الشيء بنظرها، والآرام: الظباء. فيقول: ما أوجه نساء الحضر المستحسنات فيه، مع بهجتها وحسنها ونضرتها، كأوجه البدويات من الأعراب، ذوات الأجسام الكاملة، والمحاسن الرائعة. ثم بين ما ذكره فقال: إن حسن الحضارة تزيده الصناعة، وتحفظه الكفالة، ويجتلب بالتزيين والتهيئة، ويكمل بالتحسين والتطرية، وحسن البداوة إنما يروع النظار بحقيقته، ويروقهم ببنيته، قد استغنى فيه عن التصنيع، واكتفى ببراعته عن التزين، فكم بين التكلف والخلقة، وبين التمويه والحقيقة؟! ثم أكد ما قدمه فقال: أين معيز الحضر من نظائرها من آرام البدو، في حسن المقل، وفتور النظر، وطيب الروائح وغير ذلك من المحاسن، فبمقدار تفاضلها، وعلى حسب تباينها، يفضل نساء البادية نساء الحاضرة في براعة الدل، وإحراز غايات الحسن. أَفْدِي ظِباَء فَلاةٍ عَرَفْنَ بها ... مَضْغَ الكَلامِ ولا صبْغَ الحَواجِيْبِ ولا بَرَزْنَ مِنَ الحَمَّامِ مائِلَةً ... أَوْرَاكُهُنَّ صَقِيْلاتِ العَراقِيْبِ ومِنْ هَوَى كُلَّ مَنْ لَيْسَتْ مُمَوَّهَةً ... تَرَكْتُ لَوْنَ مَشِيْبِي غَيرَ مَخْضُوبِ الظباء: معروفة من شاء البر، ومضغ الكلام: ترديده دون إبانة، والصقل: الجلاء والتصنيع، والعرقوب: العضلة التي تصل بين الساق وآخر القدم، والجمع عراقيب، والتمويه: المخادعة في الشيء بظاهر لا حقيقة له. فيقول على نحو ما قدمه من تفضيل نساء الأعراب: أفدي بنفسي ظباء فلاة، معشوقات الدل، متكاملات الحسن، لا يمضغن الكلام لفصاحتهن فيه، ولا يتكلفن صبغ الحواجيب، لاستغنائهن عنه.

1 / 77