158

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو ويقال من الهويات بذاته جميع ما يدل عليه اشكال المقولات لانه بعدد ما تقال تقال ايضا الهويات فبعض المقولات تدل على ما الشىء وبعضها كيفية وبعضها كمية وبعضها مضاف وبعضها فعل او انفعال وبعضها اين وبعضها متى وكل واحد من هذه دلالته بعينها على هوية واحدة فانه ليس فصل بين قول القائل ان الانسان هو فى صحة وبين ان الانسان صحيح او ان الانسان هو يمشى او هو فى المشى وكذلك فى القطع وسائر الاشياء وايضا الهوية تدل على انية الشىء وحقيقته فانه اذا قلنا ان الشىء دللنا على حقيقته واذا قلنا انه ليس دللنا على انه ليس بحق بل هو كذب وكذلك فى الموجبة والسالبة كقولنا ان سقراط موسيقوس فان ذلك حق وقولنا ان سقراط ليس هو ابيض وذلك ليس بحق وكقولنا ان خط القطر مساو لخط الضلع كذب وايضا بعض الهويات بالقوة وبعضها بالفعل فان بعضها هويات بالبصر فانها ترى وبعضها فان لها قوى ترى وكذلك هى فى العلم فان فيها ما له قوة ان يستعمل العلم وفيها ما له الاستعمال ويقال ساكن الذى السكون فيه والذى له قوة ان يسكن ايضا وكذلك فى الجوهر ايضا فانا نقول ان فى الحجر مثال هرمس ونصف الخط ناقص فى اليونانى التفسير لما عرف انواع الهوية التى بالعرض اخذ يعرف على كم وجه تقال الهوية بالذات والموجود فقال ويقال من الهويات بذاته جميع ما يدل عليه اشكال المقولات يعنى باشكال المقولات اجناس المقولات او الالفاظ الدالة على اجناسها ثم قال لانه بعدد ما تقال تقال ايضا الهويات يريد لانه تقال الهوية على عدد ما تقال عليه المقولات او على عدد ما تدل عليه الفاظ المقولات ثم قال فبعضها تدل على ما الشىء وبعضها كيفية وبعضها كمية وبعضها مضاف وبعضها فعل او انفعال وبعضها اين وبعضها متى يريد وانما كان اسم الهوية يدل على كل ما يدل عليه بالفاظ المقولات لان ما يدل عليه اسم الهوية اذا استقريت دلالته ظهر انه مساو لما تدل عليه الفاظ المقولات ثم عدد من المقولات اشهرها فقال فبعضها يدل على ما الشىء يعنى به الجوهر اى يدل على مقولة الجوهر وذكر مقولة الكيف والكم والمضاف والفعل والانفعال ومقولة الاين والمتى وسكت عن مقولة الوضع وعن مقولة له اما على جهة الاختصار واما لخفائها وينبغى ان تعلم ان اسم الهوية ليس هو شكل اسم عربى فى اصله وانما اضطر اليه بعض المترجمين فاشتق هذا الاسم من حرف الرباط اعنى الذى يدل عند العرب على ارتباط المحمول بالموضوع فى جوهره وهو حرف هو فى قولهم زيد هو حيوان او انسان وذلك ان قول القائل ان الانسان هو حيوان يدل على ما يدل عليه قولنا الانسان جوهره او ذاته انه حيوان فلما وجدوا هذا الحرف بهذه الصفة اشتقوا منه هذا الاسم على عادة العرب فى اشتقاقها اسما من اسم فانها لا تشتق اسما من حرف فدل هذا الاسم على ما يدل عليه ذات الشىء واضطر الى ذلك كما قلنا بعض المترجمين لانه راى ان دلالته فى الترجمة على ما كان يدل عليه اللفظ الذى كان يستعمل فى لسان اليونانيين بدل الموجود فى لسان العرب بل هو ادل عليه من اسم الموجود وذلك ان اسم الموجود فى كلام العرب لما كان من الاسماء المشتقة وكانت الاسماء المشتقة انما تدل على الاعراض خيل اذا دل به فى العلوم على ذات الشىء انه يدل على عرض فيه كما عرض ذلك لابن سينا فتجنب بعض المترجمين هذا اللفظ الى لفظ الهوية اذ كان لا يعرض فيه هذا العرض ولو كان اسم الموجود يدل فى كلام العرب على ما يدل عليه الشىء لكان احق بالدلالة على المقولات العشر من اسم الهوية اذ كان هذا الاسم داخلا فى كلام العرب لكن لما عرض لاسم الموجود هذا المعنى اثر بعضهم عليه اسم الهوية ولذلك اذا استعمل هاهنا فينبغى الا يفهم منه شىء من معنى الاشتقاق وان كان شكله شكل اسم مشتق اعنى اسم الموجود وقوله وكل واحد من هذه دلالته بعينها على هوية واحدة فانه ليس فصل بين قول القائل ان الانسان هو فى صحة وبين ان الانسان صحيح يريد وكل واحد من اسماء الاعراض التسعة دلالته مع دلالته على ذلك العرض هى دلالته على مقولة واحدة وهى مقولة الجوهر فانه لا فرق بين قولنا فى مقولة الكيف ان الانسان صحيح او انه فى الصحة وان كانت هذه العبارة لم تجر بها عادة العرب وانما تقول بدل هذا الانسان فيه صحة ولا كن على قياس قولهم انا فى خير وعافية لا يبعد ان يقال على هذا انا فى صحة وان كنت لست اذكره من كلام العرب وبخاصة فى الالوان والخلق والكيفيات الانفعالية فانهم لا يقولون زيد فى بياض ولا فى حمرة وانما اراد بهذا ان يعرف ان الاسم المشتق ليس يدل فى القضية التى موضوعها جوهر ومحمولها اسم مشتق مثل قولنا زيد ابيض على جوهر وعرض او جوهر فيه عرض كما ظن ذلك ابن سينا وذلك انه لما راى لفظ ابيض يدل على شىء فيه بياض توهم ان دلالته الاولى هى على الموضوع وثانيا على العرض والامر بالعكس بل دلالته الاولى هى على العرض ودلالته الثانية هى على الموضوع من قبل ان العرض شانه ان يوجد فى موضوع ولو كان الامر كما يقوله ابن سينا اعنى ان ابيض يدل دلالة اولى على جسم لكان قولنا زيد ابيض يدل على قولنا زيد جسم ابيض ولكان قولنا جسم ابيض يدل على قولنا جسم جسم ابيض وذلك الى غير نهاية لانه اذا دل قولنا ابيض على جسم ابيض فقلنا جسم ابيض وصرحنا باسم الجسم فى الخبر لزم ان يتضمن ابيض جسما اخر غير الجسم الذى صرحنا به فيلزم من قولنا جسم ابيض جسم جسم ابيض الى غير نهاية لانه كلما أثبنا بلفظ الابيض لزم ان نصرح بالجسم وقد كنا صرحنا به اولا فى القضية فيلزم ان تتضمن القضية الواحدة اجساما لا نهاية لها وذلك مستحيل ولما ذكر ان اسم الهوية تقال على المقولات العشر وكذلك اسم الموجود قال وايضا الهوية تدل على انية الشىء وحقيقته فانا اذا قلنا ان الشىء دللنا على حقيقته واذا قلنا انه ليس دللنا على انه ليس بحق بل هو كذب يريد واسم الهوية ايضا يدل على ما يدل عليه قولنا فى الشىء انه موجود صادق فانا اذا قلنا فى الشىء انه دللنا بذلك على انه صادق واذا قلنا فيه انه ليس دللنا فيه على انه ليس بموجود اى كاذب ثم قال وكذلك فى الموجبة والسالبة كقولنا ان سقراط هو موسيقوس فان ذلك حق وقولنا ان سقراط ليس هو ابيض وذلك ليس بحق يريد بالهوية هاهنا ما يدل على الصدق اما مطلقا واما مركبا اعنى بالمطلوب المفرد والمركب اما فى القضية المركبة مثل قولنا زيد هو موسيقوس او زيد ليس بموسيقوس وفى المطلوب المطلق مثل قولنا هل زيد هو ام ليس هو وكذلك الكلمة الوجودية تستعمل فى المطلوبين جميعا اعنى المطلق مثل قولنا هل زيد موجود وفى المركب مثل قولنا هل زيد يوجد موسيقوس وبالجملة فاسم الموجود والهو هاهنا فى الموضعين انما يدلان على الصادق لا على الجنس اعنى رباط هو ورباط يوجد فهو انما دل فى القول الاول على الذى يستعمل فى القضية المطلقة وفى الثانى على الذى يستعمل فى القضية المركبة وهو الذى دل عليه بقوله وكذلك فى الموجبة والسالبة كقولنا ان سقراط موسيقوس فان ذلك حق يريد وكذلك فى الموجبة اذا دللنا على الوجود بالايجاب الذى فيه رابطة دللنا على انه حق مثل قولنا سقراط موسيقوس واذا دللنا عليه بالسلب دللنا على انه ليس بحق مثل دلالتنا على زيد انه ليس بابيض فان ذلك دلالة على ان قولنا فيه انه ابيض ليس بحق وهذا هو الذى اراد بقوله وقولنا ان سقراط ليس بابيض وذلك ليس بحق يريد وقولنا ان سقراط ليس بابيض يدل على ان قولنا فيه انه ابيض ليس بحق ولا كن ينبغى ان تعلم بالجملة ان اسم الهوية التى تدل على ذات الشىء غير اسم الهوية التى تدل على الصادق وكذلك اسم الموجود الذى يدل على ذات الشىء هو غير الموجود الذى يدل على الصادق ولذلك اختلف المفسرون فى المطلوب المطلق وهو قولنا هل الشىء موجود فى المقالة الثانية من كتاب الجدل هل هو داخل فى مطلوبات العرض او فى مطلوبات الجنس وذلك انه من فهم من الموجود هاهنا الشىء الذى يعم المقولات العشر قال هو داخل فى مطالب الجنس ومن فهم من لفظ الموجود هاهنا ما يفهم من الصادق قال هو داخل فى مطلوب العرض وقوله وكقولنا ان خط القطر مساو لخط الضلع كذب˹ هو مثال اخر استعمله فى هذا المعنى يريد انه اذا قلنا ان القطر ليس هو مشاركا لضلع المربع وكان حقا كان قولنا ذلك دلالة على ان كونه مشاركا كذب وانما اراد بهذا ان يفرق بين لفظة الهوية الدالة على الرباط فى الذهن والدالة على الذات التى خارج الذهن ثم قال وايضا فبعض الهويات بالقوة وبعضها بالفعل يريد ويقال اسم الهوية ايضا واسم الموجود على الموجود خارج النفس بالفعل والموجود بالقوة ثم اتا بمثال فى ذلك فقال فان بعضها هويات بالبصر فانها ترى وبعضها بان لها قوة ترى يريد فان بعض الاشياء يقال فيها انها مبصرة عندما ترى بالفعل وبعضها يقال فيها انها مبصرة اى فى قوتها ان تكون مبصرة بالفعل وكذلك الامر فى العالم يقال فيه انه عالم فى وقت ما يستعمل علمه وهذا هو العالم بالفعل ويقال فيه عالم فى الوقت الذى لا يستعمل علمه وهذا هو عالم بالقوة لكن القريبة ويقال فيه ما لم يعلم بعد لا كن فى طباعه ان يعلم وهذا هو الذى اراد بقوله وكذلك هى فى العلم فان فيها ما له قوة ان يستعمل العلم وفيها ما له الاستعمال يريد فانا نقول عالم لمن عنده قوة يستعمل بها العلم من غير ان يستعمله ونقول عالم لمن يستعمل العلم فى الوقت الذى يستعمله وهذا المثال هو مثال للقوى الفاعلة والاول للمنفعلة وذلك ان القوة والفعل يقالان على النوعين جميعا ثم قال ويقال ساكن الذى السكون فيه والذى له قوة ان يسكن ايضا يريد وكذلك الساكن يقال ساكن بالفعل وهو الذى قد سكن وساكن بالقوة وهو الذى لم يسكن بعد ولا كن له قوة على ان يسكن ثم قال وكذلك فى الجوهر ايضا فانا نقول ان فى الحجر مثال هرمس ونصف الخط˹ وانخرم القول وانما يريد وكذلك توجد الهوية التى بالفعل والتى بالقوة فى الجوهر والصورة فانا نقول ان فى الحجر صورة هرمس بالقوة والفعل اما بالقوة فلان طباعه ان يقبل صورة هرمس واما بالفعل فاذا قبلها

˺القول

[٦] فى الجوهر˹

[15] Textus/Commentum

مخ ۵۶۳