قال ارسطو فنحن نقول فى الذين ظنوا هذه الظنون السمجة من هذه الاشياء ان قولهم يصح بنوع ما وبنوع اخر لا يمكن وذلك ان الهوية تقال بنوعين فاذا هى بنوع ما يمكن ان يكون شىء من لا شىء ويمكن ان لا يكون ذلك بنوع اخر ويمكن ان يكون معا الهوية ولا هوية ينقسم الى نوعين لا هوية هوية موجودة اعنى انسانا صار ترابا ولا هوية بحال الهويات ولا كن ليس هما شيئا واحدا فانه يمكن ان تكون الاضداد فى شىء واحد معا بالقوة فاما بالفعل فلا وايضا فلنطلق لهم ان يروا ان للهويات جوهرا اخر ايضا ليس له حركة ولا فساد ولا كون البتة التفسير يقول والذين ظنوا من هذه الشبهة ان الاضداد توجد معا فنحن نقول فى ذلك ان قولهم يصح بوجه ما وبوجه لا يصح ثم قال وذلك ان الضدية تقال بنوعين يريد وذلك ان الضدية ليس يقال انها موجودة بنوع واحد بل بنوعين احدهما بالقوة والاخر بالفعل فاذا كانا بالقوة كان قولنا ان الاضداد توجد معا فى شىء واحد صحيحا واذا كانت بالفعل كان قولا باطلا ثم قال فاذا هى بنوع ما يمكن ان يكون شىء من لا شىء ويمكن الا يكون ذلك بنوع اخر يريد وكذلك قولهم انه ليس يمكن ان تتكون هوية من لا هوية يقال ايضا بنوعين فبنوع يمكن ان تكون وبنوع لا يمكن ثم قال ويمكن ان يكون معا الهوية ولا هوية ينقسم الى نوعين لا هوية هوية موجودة اعنى انسانا صار ترابا ولا هوية بحال الهويات ولا كن ليس هما شيئا واحدا فانه يمكن ان تكون الاضداد فى شىء واحد معا بالقوة واما بالفعل فلا يريد ان كل واحد من قولنا هوية ولا هوية ينقسم الى نوعين الى هوية بالفعل والى هوية بالقوة وكذلك لا هوية ينقسم الى نوعين احدهما لا هوية بالفعل والاخر لا هوية بالقوة واعنى بهذا مثل الانسان المشار اليه اذا صار ترابا فانه لا هو هذا الانسان بالفعل ولا هو بالقوة هذا الانسان لا بالقوة القريبة ولا بالبعيدة وهذا هو الذى دل عليه بقوله ولا هوية بحال الهويات بل ان كان هذا التراب انسانا بالقوة فانسان اخر بالعدد لا الانسان الذى فسد بعينه ثم قال ولا كن ليس هما شيئا واحدا يريد ولا كن الضد الذى هو موجود بالقوة والذى هو بالفعل ليس هما شيئا واحدا ثم قال فانه يمكن ان تكون الاضداد فى شىء واحد معا بالقوة فاما بالفعل فلا يريد ان هولاء القوم التبس عليهم الامر فلم يفرقوا بين القوة والفعل اى لما وجدوا الاضداد معا بالقوة فى شىء واحد توهموا انه جائز ان توجد بالفعل وكونهما بالفعل هو محال واما بالقوة فواجب لمكان الكون ثم قال فلنطلق لهم ان يروا ان للهويات جوهرا اخر ايضا ليس له حركة ولا فساد ولا كون البتة يريد ولذلك الاولى بهم الا يمنعوا ان يضعوا ان هاهنا جوهرا اخر غير الجوهر المحسوس ليس له حركة ولا كون ولا فساد البتة كما كان يرى ذلك افلاطون اعنى جوهرا يتعلق به العلم الضرورى وهذا كانه علاج بالعرض ونقلة من خطا الى ما هو اقل خطا منه واقرب الى الصواب فان نقلة هولاء الى الصواب مما هو اقل خطا اقرب من نقلتهم الى الصواب من هذا الخطا العظيم
[21] Textus/Commentum
مخ ۴۱۲