128

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو فنحن نقول فى الذين ظنوا هذه الظنون السمجة من هذه الاشياء ان قولهم يصح بنوع ما وبنوع اخر لا يمكن وذلك ان الهوية تقال بنوعين فاذا هى بنوع ما يمكن ان يكون شىء من لا شىء ويمكن ان لا يكون ذلك بنوع اخر ويمكن ان يكون معا الهوية ولا هوية ينقسم الى نوعين لا هوية هوية موجودة اعنى انسانا صار ترابا ولا هوية بحال الهويات ولا كن ليس هما شيئا واحدا فانه يمكن ان تكون الاضداد فى شىء واحد معا بالقوة فاما بالفعل فلا وايضا فلنطلق لهم ان يروا ان للهويات جوهرا اخر ايضا ليس له حركة ولا فساد ولا كون البتة التفسير يقول والذين ظنوا من هذه الشبهة ان الاضداد توجد معا فنحن نقول فى ذلك ان قولهم يصح بوجه ما وبوجه لا يصح ثم قال وذلك ان الضدية تقال بنوعين يريد وذلك ان الضدية ليس يقال انها موجودة بنوع واحد بل بنوعين احدهما بالقوة والاخر بالفعل فاذا كانا بالقوة كان قولنا ان الاضداد توجد معا فى شىء واحد صحيحا واذا كانت بالفعل كان قولا باطلا ثم قال فاذا هى بنوع ما يمكن ان يكون شىء من لا شىء ويمكن الا يكون ذلك بنوع اخر يريد وكذلك قولهم انه ليس يمكن ان تتكون هوية من لا هوية يقال ايضا بنوعين فبنوع يمكن ان تكون وبنوع لا يمكن ثم قال ويمكن ان يكون معا الهوية ولا هوية ينقسم الى نوعين لا هوية هوية موجودة اعنى انسانا صار ترابا ولا هوية بحال الهويات ولا كن ليس هما شيئا واحدا فانه يمكن ان تكون الاضداد فى شىء واحد معا بالقوة واما بالفعل فلا يريد ان كل واحد من قولنا هوية ولا هوية ينقسم الى نوعين الى هوية بالفعل والى هوية بالقوة وكذلك لا هوية ينقسم الى نوعين احدهما لا هوية بالفعل والاخر لا هوية بالقوة واعنى بهذا مثل الانسان المشار اليه اذا صار ترابا فانه لا هو هذا الانسان بالفعل ولا هو بالقوة هذا الانسان لا بالقوة القريبة ولا بالبعيدة وهذا هو الذى دل عليه بقوله ولا هوية بحال الهويات بل ان كان هذا التراب انسانا بالقوة فانسان اخر بالعدد لا الانسان الذى فسد بعينه ثم قال ولا كن ليس هما شيئا واحدا يريد ولا كن الضد الذى هو موجود بالقوة والذى هو بالفعل ليس هما شيئا واحدا ثم قال فانه يمكن ان تكون الاضداد فى شىء واحد معا بالقوة فاما بالفعل فلا يريد ان هولاء القوم التبس عليهم الامر فلم يفرقوا بين القوة والفعل اى لما وجدوا الاضداد معا بالقوة فى شىء واحد توهموا انه جائز ان توجد بالفعل وكونهما بالفعل هو محال واما بالقوة فواجب لمكان الكون ثم قال فلنطلق لهم ان يروا ان للهويات جوهرا اخر ايضا ليس له حركة ولا فساد ولا كون البتة يريد ولذلك الاولى بهم الا يمنعوا ان يضعوا ان هاهنا جوهرا اخر غير الجوهر المحسوس ليس له حركة ولا كون ولا فساد البتة كما كان يرى ذلك افلاطون اعنى جوهرا يتعلق به العلم الضرورى وهذا كانه علاج بالعرض ونقلة من خطا الى ما هو اقل خطا منه واقرب الى الصواب فان نقلة هولاء الى الصواب مما هو اقل خطا اقرب من نقلتهم الى الصواب من هذا الخطا العظيم

[21] Textus/Commentum

مخ ۴۱۲