شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
ژانرونه
وقولنا: الهمزة للمتكلم، والنون للمتكلم ومن معه أو وحده، والتاء للمخاطب، والياء للغائب، ونحو ذلك تجوز وتسامح بقرينة ظهور أن الحرف لا يكون مسماه الذات، وأن دلالة حروف المضارعة ليست على وجه الاستقلال، بل في حال وجودها في الكلم بدليل أنها إذا كانت حروفا مجردة لا تدل على شىء ، ومن هنا اعتبر في دلالة الكلمة على معناها الاستقلال أو يقدر مضاف أى الهمزة والنون لتكلم المتكلم، والتاء لخطاب المخاطب، والياء لغيبة الغائب.
ومثال النون للمتكلم ومن معه ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وسواء في هذا المتكلم ومن معه أن يكونوا ذكرا أو إناثا، أو ذكورا وإناثا، سواء كان مع المتكلم المذكر أو المؤنث مذكر أو مؤنث أو أكثر، وسواء كان معنى الفعل للجميع أو للمجموع، أو لمن مع المتكلم لا المتكلم كقول الأمير نجاهد ونقاتل، مع أن المجاهد المقاتل عسكره دونه.
وقولهم:النون المتكلم ومن معه، أو للمتكلم مع غيره، أو للمتكلم إذا كان مع غيره معناه كما قال اللقانى أن غير المتكلم مشارك للمتكلم في مداول الفعل المبدوء بالنون، أو قدر أنه مشاركه له في التكلم كما قيل أ . ه .
وتقول: إن حملت المعية على المشاركة في مدلول الفعل فحقيقة، أو على المشاركة في التكلم فمقدرة، وتعبير بعضهم كالسعد، بأن النون مع المتكلم إذا كان مع غيره يوهم أن النون وضعت للمتكلم بشرط مصاحبة غيره، لا المتكلم وغيره، وأن مصاحبة غيره شرط لوضعها للمتكلم خارج عما وضعت له.
والحق أنها وضعت للمتكلم وغيره معا حتى إن استعمالها للمتكلم وحده خلاف الأصل، وقد عبر السعد بما يدل على هذا أيضا، وتأمل ذلك مع قولهم: إن لفظة مع لا تدخل إلا على المتبوع عقلا، يقال: جاء الوزير مع الأمير، ويخالف (إن الله معنا) والحق أنه قد يقصد بها مجرد المصاحبة، فتدخل على التابع وعلى المتبوع، فانظر شرحي على شرح عصام الدين.
مخ ۲۶