السابع والعشرون: عست الناقه تعس بعين وسين مهملتين أى رعت وحدها كما أشار إليه بقوله: بخلا أى بموضع خال وأصله المد قصر ضرورة والباء ظرفية وهذا أولى وأظهر من جعل الخلا بمعنى الحشيش الرطب فيكون مقصورا على الأصل والباء بمعنى في أى رعت في الحشيش كما قال صاحب التحقيق أو بمعنى من كما قال صاحب الفتح ومنه أخذت المخلاة لأنه يجعل فيها الخلا العلف والواحدة خلاة ووجه كون ذلك أولى وأظهر مع أن فيه استعمال ضرورة قصر الممدود أن فيه إشارة إلى تفسير عست وعست معناه رعت وحدها في موضع خال سواء رعت من الحشيش الرطب أم من اليابس.
وكذلك عست الناقة تعس أى لا تدد حتى تباعد الناس وعس زيد يعس طاف بالليل وعس خبره أبطأ وأما عس زيد القوم أى أطعمهم شيئا قليلا فضم عين مضارعه قياسى لتعديه.
والخلاء بالمد مقلوبة همزته عن واو وألف الخلى بالقصر عن ياء فإن أزيد الأول في البيت كتب بالألف لأنها مقلوبة عن واو بل لأنها وسط لأن الهمزة مقدرة بعدها وهذه الهمزة هي المقلوبة عن واو وإن أزيد الثاني كتب بالياء.
والثامن والعشرون: قست بقاف وسين مهملة أى رعت وحدها قال في تحقيق المقال ولولا قوله: قست كذا لاحتمل أن يكون عست معناه لا تدر حتى تتفرد عن الناس وقس الرجل مشى بالنميمة واغتاب لأنه أيضا بالضم في المضارع شذوذا وأما قسه أى أذاه بكلام قبيح فضم مضارعه قياسى لتعديه.
فهذه ثمانية وعشرون فعلا مفتوح عين ماضيها مضاعفة لازمة مضموم عين مضارعها شذوذا ولم تكسر مع أن الكسر هو القياس المضاعفة واللزوم هذا مراد الناظم وسبق الإنتقاد عليه في أل و أب وطش وغيرها وبقيت على الناظم ثمانية وعشرون فعلا أخرى هي مثل الثمانية والعشرين التي ذكرها في فتح عين الماضى والمضاعفة واللزوم وانفرد الضم شذوذا في مضارعاتها فإذا حسبناها مع ما ذكر الناظم يكون الخارج ستة وخمسين فنقول:
مخ ۱۸