كاللغوى كسكرى، قاله في القاموس. «ورفث التكلم» كالبيان لما قبله، وفيه الشاهد حيث عطفه على اللغة فدل على أنه من جنسه، أي عن الهذيان وفحش المنطق. والرفث محركة، وكذلك والرفث الفحش في المنطق، أو التصريح بما يكنى عنه من ذكر النكاح، ويطلق الرفث بمعنى النكاح أيضًا، فقوله تعالى: ﴿أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم﴾، المراد: الجماع وقوله: ﴿فلا رفث﴾، قيل: فلا جماع، وقيل: فلا فحش من القول. وقيل: الرفث يكون في الفرج بالجماع، وفي العين بالغمز للجماع، وفي اللسان: الموعدة به، قال معناه في المصباح، قال الأزهري: الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة، وفي القاموس: الرفث محركة، الجماع. والفحش كالرفوث، وكلام النساء أو ما ووجهن به من الفحش، وقد رفث كنصر وفرح وكرم، وأرفث. وإلى هذه المعاني كلها يرجع ما في الدواوين اللغوية والتفسيرية والحديثية. وذكر القاضي عياض في المشارق كالفيومي في المصباح أنه يقال: رفث بالفتح، يرفث بالكسر، كضرب، وأغفله في القاموس كما أغفل أنه يقال في المصدر: الرفث بالفتح، وأن الرفث بالتحريك اسم، ففيه قصور من وجهين. وبما تقرر علم أن في الفعل خمس لغات، وأن له ثلاثة مصادر، والله أعلم. والظاهر أن المراد بالرفث في الرجز المستشهد به: الفحش في المنطق على طريقة العموم، ولذلك أضافه إلى التكلم، فيكون كالهذيان كما أشرنا إليه آنفًا، ويدل على ترك غيره بالأولوية.
وقوله: وكذلك اللغو، كأنه مبتدأ وخبر، أي: اللغو كائن كاللغا في معناه
1 / 68