وحاصل ما أشار إليه أن الاختصار يتعلق بالألفاظ، والإيجاز يتعلق بالمعاني، والله أعلم.
وقوله: «في اللغة» صفة ثانية لكتاب، أو حال منه لتخصيصه بالوصف، إذ حكم الجار والمجرور بعد النكرات والمعارف كحكم الجمل على ما اشتهر في دواوين العربية، والله أعلم.
[فوائد لغوية]
وها هنا فوائد، أزهى من الدرر الفرائد، رأيت تقديمها بين يدي المقصود لغرابتها في الدواوين اللغوية المتداولة، وقلة تعاطيها وتناول أهل العصر لها، لقصور هممهم عن الحلول في قصور تحقيقاتها المشيدة المنيفة، وعطول أجيادهم عن التحلي بحلي تدقيقاتها المفيدة الشريفة مع شدة الاحتياج إليها، وتوقف الناظر في هذا الفن الذي عفت مرابعه ومدارسه، وقل متعاطيه وفقد مدارسه، في تحقيقات مباديه عليها:
الفائدة الأولى:
اختلفت عباراتهم في حد اللغة، وإن كانت تؤول لشيء واحد، فقال ابن جني في الخصائص: حد اللغة أصوات يعبر بها كل قومٍ عن أغراضهم. وتمالأ على نقل هذه العبارة من حدها بعده من أرباب التآليف اللغوية كابن سيده في المحكم والمخصص، وتبعه صاحب خلاصة المحكم، والمجد
1 / 63