لجده لما سماه بذلك: لم عدلت عن أسماء آبائك؟ فقال: ليكون محمودًا في الأرض والسماء، فحقق الله تعالى رجاءه، وكان ﷺ كذلك، فهو ﷺ أجل حامد، وأفضل محمود، وهو أحمد الحامدين، وأحمد المحمودين، ومعه لواء الحمد، يبعثه ربه هنالك مقامًا محمودا، يحمده فيه الأولون والآخرون، ويفتح عليه بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله، وأمته الحامدون، يحمدون الله في السراء والضراء، وصلاته وصلاة أمته مفتتحة بالحمد، وكذلك خطبه وخطبهم ومصاحفهم، وقد أشرت لغير هذه الوجوه في «شرح الفصيح»، واستوفيت ذلك في «السمط».
ثم وصفه بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه «خاتم النبيين»، سيرًا على جادة الأدب، لأن وصفه بما وصفه الله به مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى ﷺ بسواها، فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصفٍ من الواصف يبلغ به حقيقة مدحه ﵊، ولذا تجد الأكابر يتقصرون في ذكره ﵇ على ما وردت به الشرعة الطاهرة، كتابًا وسنةً دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب، وفيه كمال التسوية في ارتكاب النوع البديعي، الذي هو الاقتباس في كل منهما، حيث اقتبس الأولى برمتها من أول الفاتحة، واقتبس خاتمة هذه من سورة الأحزاب والله أعلم.
«والخاتم» بكسر المثناة على صيغة اسم الفاعل، كما قرأ به الجمهور، معناه: آخر الأنبياء الذين ختمهم، وبفتحها، كما هي قراءة عاصم، معناه:
1 / 51