108

Sharh Kashf al-Shubuhat by Muhammad ibn Ibrahim Al Sheikh

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

ایډیټر

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

خپرندوی

طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩هـ

ژانرونه

ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث.
فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلًا ادَّعى الإسلام؛ بسبب أنه ظن أنه ما ادَّعاه إلا خوفًا على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكفُّ عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك. وأنزل الله في ذلك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا﴾ أي: فتثبَّتوا فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبُّت، فإن تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله تعالى: ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبُّت معنى. وكذلك الحديث
ــ
(ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث) ولا حاموا حولها وعشا على أبصارهم التقليدُ الأعمى والجمود وإحسان الظن بأناس أعرضوا كل الإعراض عن التوحيد، وقلّدوا من ظن أن قول لا إله إلا الله في هذه الأحاديث كافٍ مع الجهل بمدلول لا إله إلا الله. والإنسان إذا أراد أن يطالع في كلام الفقهاء فإنه يجد أن الإنسان إذا أتى بمكفِّرٍ قولي أو اعتقادي فإنه يكفر ولا ينفعه جميع ما تسمَّى به وعمله. والمشركون في هذه الأزمان زعموا أنه لا يكفر إلا من تعلَّق عليها وزعم أنها تستقل بجلب المنافع ودفع المضارّ. وهذا من كبير جهلهم، وهذا بعينه دينُ المشركين الذين ما أُنزِلت جميع الكتب ولا أُرسِلت الرسل إلا لردِّه وإبطاله؛ فإن المشركين الأولين قلَّ منهم من يزعم أن من يلجأ إليه يستقل بجلب المنافع ودفع المضار.
(فأما حديث أسامة) يعني وقصته حين قتل الرجل الذي قال

1 / 113