221

ولا أرض أبقل إبقالها فذكر الأرض حملا على معنى المكان، كأنه: قال ولا مكان أبقل إبقالها، فكأنه أبدل الأرض من المكان. ومن ذلك قوله:

أرى رجلا منهم أسيفا كأنه

يضم إلى كشحيه كفا مخضبا

فذكر الكف كأنه قال: عضوا مخضبا، فكأنه وضع الكف موضع العضو. وقوله:

إذ هي أحوى من الربعي حاجبه

والعين بالإثمد الحاري مكحول

فكأنه وضع العين موضع الطرف.

ومن تأنيث المذكر في الضرورة قوله:

وأن كلابا هذه عشر أبطن

وأنت بريء من قبائلها العشر

فأنث الأبطن حملا على المعنى، ولذلك أسقط التاء من العدد، كأنه قال: عشر قبائل، فكأنه وضع الأبطن موضع القبائل. ومن ذلك قوله:

فكان مجني دون ما كنت أتقي

ثلاث شخوص كاعبان ومعصر

فأنث الشخوص حملا على المعنى، لذلك أسقط التاء من العدد فكأنه قال: ثلاث نساء: كاعبان ومعصر. وقد تقدم في التذكير والتأنيث أحكام هذا.

باب الإمالة

قوله: «هو أن تميل الألف نحو الياء والفتحة نحو الكسرة» يعني أن الإمالة هي أن تنحو بالألف نحو الياء وبالفتحة التي قبلها نحو الكسرة وهي لغة بني تميم، وقد توجد في لغة غيرهم قليلا.

وأما أهل الحجاز فلغتهم الفتح. ومما يدل على أن بني تميم يؤثرون الإمالة أن الاسم المعدول المؤنث إذا كان على فعال لغة بني تميم فيه أن يعرب إعراب ما لا ينصرف، ولغة أهل الحجاز فيه البناء على الكسر.

فإذا كان آخره راء رجع إلى لغة أهل الحجاز فبنوه على الكسر، لأن الراء إذ ذاك تكون مكسورة، والراء المكسورة توجب الإمالة، والإمالة لغتهم، فعدلوا إلى الكسر لأجل ذلك.

وقوله: وإنما تمال الألف لياء أو كسرة تكون بعدها أو تكون منقلبة عن ياء، أو مشبهة بما انقلبت من ياء».

مخ ۲۲۱