131

فإن لحق علامة الرفع فمبتدأ والخبر محذوف لفهم المعنى. ولا يجوز أن يكون فاعلا بفعل مضمر لأن الفعل الذي يعمل فيه لا يخلو أن تقدره بعده أو قبله فإن قدرته قبله لم يجز لأن الاستفهام له صدر الكلام فلا يعمل فيه ما قبله، فإن قدرته بعده لا يجوز أيضا لأن الفاعل لا يتقدم على الفعل.

باب الحكاية بأي

لا يحكى بأي إلا النكرات ولا يحكى بها الأعلام لئلا تبطل الحكاية وفي الحكاية بأي لغتان: منهم من يحكي بأي إعراب المحكي ويلحق علامة التثنية والجمع. ومنهم من يحكي إعراب المحكي خاصة، فإذا قال: رأيت رجلا، قلت: أيا؟ وقام رجل، قلت: أي؟ ومررت برجل، قلت: بأي؟

وهذه العلامة التي تلحق أيا تثبيت وصلا ووقفا. وإنما هنا في الوصل لأنها تثنية صحيحة وجمع صحيح، لأن أيا اسم معرب فلذلك ساغ تثنيتها وجمعها.

باب حكاية الجمل

قد تقدمت حكايات بعد القول أو الأفعال التي تجري مجرى القول. فنذكر هنا حكاية الجمل أو ما يشبه الجمل أو المفرد الذي يجري مجرى الجملة إذا سمي بها.

فإذا سميت بجملة مثل تأبط شرا. فالحكاية ليس إلا فتقول: جاءني تأبط شرا، ورأيت تأبط شرا، ومررت بتأبط شرا، وعليه قولهم:

إن لها مركبا إرزبا

كأنه جبهة ذرى حبا

ولا يجوز الإعراب لأنه إذ ذاك يؤدي إلى إعمال عاملين في معمول واحد. ألا ترى أن الجملة قد عملت بعضها في بعض، فلو أعملت بعد ذلك العامل الداخل عليها فيها لاجتمع عمل عاملين على واحد.

فإن سميت بما هو في تقدير الجملة وهو الفعل إذا كان فيه ضمير فتحكيه على لفظه أبدا فتقول: جاءني ضرب، ورأيت ضرب، ومررت بضرب، وعليه قوله:

نبئت أخوالي بني يزيد

مخ ۱۳۱