شرح جالینوس لې کتاب ابقراط په نوم افیدیمیا
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
ژانرونه
فإن ذلك هو المعنى الذي أشار إليه بقوله «وهذا يجري على الاستقامة شاهقا إلى التراقي» وذلك أن الأمر الذي يظهر عيانا ليس هو على ما ذكر القوم الذين زعموا أن العرق العميق إنما ينبت من القلب لأن أولائك يقولون إن العرق النابت من القلب ينقسم قسمين وأحد قسميه يجري إلى فوق فيصير إلى اللبة نحو التراقي والقسم الآخر يجري إلى أسفل نحو الكبد وليس الأمر الذي يظهر عيانا كذلك. وذلك أنا لسنا نجد هذا العرق غير الضارب يخرج من القلب وهو واحد ثم ينقسم بقسمين كما ينقسم العرق الضارب العظيم النابت من بطن القلب الأيسر لكنا نجد هذا العرق غير الضارب عرقا واحدا متصلا يجري شاهقا في الصدر كله على الاستقامة حتى ينتهي إلى التراقي. وقد بينت أن منشأ العروق غير الضوارب من الكبد في مقالة بأسرها وهي المقالة السادسة من كتابي في آراء أبقراط وأفلاطون وأما في هذا الموضع كما قلت مرارا كثيرة فليس غرضي أن أبين آراء أبقراط آتيا عليها بالبراهين وإنما غرضي أن أشرح معناه فيما قال فإن وجدتني قد أتيت في موضع من كتابي هذا ببرهان فانزل ذلك مني على أنه شيء ذكرته على الطريق لاتصال الكلام ألا أن ذلك غرضي وهمي وعنايتي في كتابي هذا. فإذ قد تبين رأي أبقراط فآتي إلى تبين قولي.
فإن أبقراط لما قال: «وهذا يجري على الاستقامة شاهقا إلى التراقي» أتبع ذلك بأن قال: «ثم إنه تنبعث منه من هناك عروق إلى الرقبة وعروق أخر إلى الكتفين وعروق أخر تعطف راجعة إلى أسفل ثم تميل نحو الفقار والأضلاع» فقد ألقى أبقراط في هذا القول ذكر العروق التي تأتي من الثديين فلم يذكرها بأسمائها وذلك من قبل أن أصولها هي أصول العروق التي تتراقى إلى الكتفين وأيضا كما قلت فيما تقدم لأن هذه العروق عروق تظهر لكل أحد فأما العروق التي تتراقى إلى الكتفين فهي عروق يعسر إدراكها بالبصر لا من قبل دقتها لكن من قبل أنها تجري باطنة في العمق.
ويعني «بالعروق التي تنبعث إلى الرقبة» الأوداج. ومن دون هذه العروق التي ذكرت زوج آخر ثالث من العروق إلا أنه يماسها في موضع منشئه وهو الزوج من العروق التي تأتي الأربعة الأضلاع الفوقانية من الصدر. وذلك أن الأضلاع الثمانية السفلية من الصدر تغتذي من عرق آخر منشؤه من ناحية أذن القلب اليمنى ويجري إلى خلف على المثال الأول نحو الصلب وهذا العرق يركب على الفقرة الخامسة من الصدر ويجري على هذه الفقرة وعلى ما يتلوها من الفقار إلى أن ينتهي إلى الحجاب وتنبعث منه شعب إلى جانبي الصدر فيما بين الأضلاع.
مخ ۶۴۰