190

شرح جالینوس لې کتاب ابقراط په نوم افیدیمیا

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

ژانرونه

فأقول إن قوله «كيف هي» يدل على اختلاف الأدوية في كيفياتها وقوله «وما هي» يدل على جواهر الأدوية. وأنا ممثل لك ذلك في الأدوية المسهلة إذ كان قوم قد يصلون هذا الكلام بالكلام المتقدم فأقول إن قوله «ما هي» إنما أراد به أيما الأدوية المفردة التي ينبغي أن يؤلف منها الدواء المركب حتى يستفرغ البطن من فوق أو من أسفل. مثال ذلك أن الأدوية التي تستفرغ المرة الصفراء ينبغي أن تكون دواء كذا وكذا والأدوية التي تستفرغ السوداء دواء كذا وكذا والأدوية التي تستفرغ البلغم دواء كذا وكذا والأدوية التي تستفرغ الفضول المائية دواء كذا وكذا. وينبغي أن تنظر أيضا في كل واحد من هذه الأدوية «كيف هو» فإن منها ما يسهل إسهالا أكثر ومنها ما يسهل إسهالا أقل ومنها ما يسهل من غير أن يضر بالمعدة ومنها ما يسهل مع الإضرار بالمعدة ومنها ما يسحج الأمعاء ويحرق المعدة.

فقد تبين أن الذين يثبتون هذا الكلام بخلاف النظام الأول أصوب فعلا وذلك أنهم قدموا قوله «ما هي» على قوله «كيف هي» من قبل أنه ينبغي أن يعلم أولا الجوهر ثم يعرف من بعد الاختلاف الذي فيه الكيفية. وأما ما قاله بعد هذا ووصله به وهو قوله «فإنها ليست كلها متشابهة لكن تركيب بعضها على خلاف تركيب البعض» فيتبين أنه إنما يريد به ضروب الأدوية لا أبدان المستعملين لها كما ظن قوم.

مخ ۴۶۰