الحماسة، ويرى أنها لا تليق بهذا الباب لتعريها من ذكر الشجاعة، وإنما هي من باب الافتخار بشرف الأصل.
وكذلك نجده يقف عند قطعة شبرمة بن الطفيل التي يقول فيها:
ويوم شديد الحر قصر طوله دم الزق عنا واصطفاق المزاهر
لدن غدوة حتى أروح وصحبتي عصاة عل الناهين شم المناخر
كأن أباريق الشمول لديهم إوز بأعلى الطف عوج الحناجر
فهو يعترض على وجودها في باب النسيب فيقول: "ليس في هذه الأبيات نسيب، وإنما فيها ذكر الشراب والقصف"، وهذا مخالف لما أورده المرزوقي الذي حاول أني وجد مبررًا لوجود هذه الأبيات في باب النسيب فقال: "وأدخل هذه القطعة في باب النسيب لرقتها دلالتها على اللهو والخسارة".
واعترض كذلك على أبيات أبي العتاهية الواردة في باب الهجاء والتي يقول فيها مطلعها:
جزي البخيل علي صالحة عني بخفته على ظهري
فقد قال: "وهذه الأبيات خارجة عن حد الهجاء لاحقة بباب الأدب لأنها في القناعة".
وهو في هذه الأمثلة إن بدأ معترضًا على تصنيف الشعر في غير موضعه من الأبواب فإنه بالمقابل نراه يحاول - كالمرزوقي - تعليل وجود بعض القطع في الأبواب التي رويت فيها، على أن ذلك لم يرد منه كثيارً. ومن أمثلته ما جاء عنه في قطعة معدان بن جواس الكندي التي وردت في باب الحماسة وهي من بيتين يقول فيهما مخاطبًا امرأة.
2 / 56