في شرح هذه الحماسية سماعا عن أبي سعيد الفسوي، فبالرغم من أننا لم نعثر على ترجمة لأبي سعيد هذا فإن نسبته إلى "فسا" البلد الذي ولد فيه زيد بن علي وحمل النسبة إليه فقيل له الفسوي تدل على أن أبا سعيد هذا هو أحد الشيوخ الذين أخذ عنهم زيد بن علي في بدء حياته العلمية، هذا فضلا عن أخذه كتاب الإيضاح عن أبي الحسين ابن أخت أبي علي الفارسي وكلاهما من فسا، ولقد رأينا أن الشرح أفاد من أبي علي في مواضع عدة.
وخامس هذه العوامل التي ترجع نسبة هذا الشرح إلى زيد بن علي هو أن تاريخ نسخ مخطوطته يرجع إلى سنة ٤٣٨ هـ، وهو تاريخ يتفق مع ما ذكرته المراجع عن زيد بن علي، إذ ذكرت أنه خرج من فارس إلى العراق ثم قصد منه إلى الشام، وأقرأ العربية بحلب ودمشق، وفي دمشق أملى الإيضاح لأبي علي الفارسي وأملى شرح الحماسة لأبي تمام، وقال القفطي: "إنه عمر إلى أن قرأ عليه الشريف أبو بكر عمر بن إبراهيم الكوفي بحلب عند رحلته إليها في شهر رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة".
فإذا كان قد أصبح معمرًا في سنة ٤٥٥ هـ، فمن المرجح أن يكون قد جاء إلى الشام في وقت مبكر من عمره وأملى شرحه للحماسة قبل تاريخ نسخ هذه المخطوطة.
لهذه العوامل جميعها نرجح أن يكون هذا الشرح صحيح النسبة لزيد بن علي الفارسي الفسوي، وأن تصحيح هذا الفاضل في الورقة الأولى من مخطوطته كان في موضع الصحة الذي يدعمه هذا الرجحان.
-٢ -
الشارح: حياته وآثاره ووفاته
وأما زيد بن علي الذي رجحنا أن يكون هذا الشرح له فهو كما ذكرت المصادر
2 / 33