(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
إن كنْت لا ارمَي وترمَى كنانتي ... تصِب جانحات النْبل كشحِي ومنكبِي
يروى «جائحات» وهو المجتاحات المهلكات، قال أبو سعيد السيرافي «جعل الكنانة مثلا لمولاه لأنه كان يستودعه سره كما يستودع الرجل الكنانة سهمه. يقول إذا رمى مولاي ولم ارم فكأن النبل أصابني فاغتضب وانتصر» وقال غيره: هذا مثلا يضرب، وذلك أن رجلا من بني فزارة وآخر من بني أسد التقيا وكانا راميين، ومع الفزاري كنانة جديدة، ومع الأسدي كنانة رثة فقال الأسدي: أينا أرمى؟ فقال الفزاري أنا، فقال الأسدي: فانصب كنانتك أرم إليها فاني انصب كنانتي حتى ترمي إليها، فنصب الأسدي كنانته وجعل الفزاري يرميها ويقرطس حتى نفدت سهامه كلها، فلما رأى الأسدي سهام الفزاري قد نفدت قال: انصب كنانتك حتى ارميها فنصبها فرمى وسدد السهم نحوه حتى قتله فضرب مثلا لمن يعمل عملا وهو يرى غيره. يقول: إذا تعرض لمن يليني فقد تعرض لي فأكون بمنزلة من يرمى كنانته وهي عليه، لابد أن يصيبه ما يطيش من السهم.
أفيقوا بنِي حزْن وأهواؤنَا معَا ... وأرحامنَا موصولَة لَم تقضَّب