161

شرح حماسه ابوتمام للفارسي

شرح حماسة أبي تمام للفارسي

پوهندوی

د. محمد عثمان علي

خپرندوی

دار الأوزاعي

د ایډیشن شمېره

الأولى.

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

فإن تكن الأيام فينا تبدلت بنعمي وبؤسي والحوادث تفعل
فما لينت منا قناة صليبية ولا ذللتنا للذي ليس يحما
فلو كان يغني أن يرى المرء جازعًا لحادثة أو كان يغني التذلل
تبدلت: تغيرت، وقوله: فما لينت أي لم نتضعضع للحوادث بل تجلدنا لها فأحسنا احتمالها. المعنى يقول: لو كان في الجزع فائدة لكان الصبر بالحر أولى، وإن تغيرت الأيام بالخير والشر فما تخضعنا لحوادثها ولكن صبرنا على ما لا يصبر غيرنا، يصف حسن احتمالهم شدائد الزمان، ويقال: أجزع الناس عند المصيبة أبطرهم نعمة.
لكان التعزي عند كل مصيبة ونازلة بالحر أحرى وأجمل
فكيف وكل ليس يعدو حمامه وما لا مرئ مما قضى الله مزحل
ولكن رحلناها نفوسا كريمة تحمل ما لا يستطاع فتحمل
مزحل: مبعد، يقال: زحل عنا فلان، وبه سمى زحل، وقوله: ولكن رحلناها، يعني حملنا تلك الحوادث نفوسًا، تصبر كرمًا ولا تظهر ألمًا. المعنى: إن الصبر أولى بالحر لو كان الجزع مفيدًا، فكيف ولا يجاوز أحد ما قدر له ولا يبعد مما قضى الله.
(٧٢)
وقال آخر:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
وكم دهمتني من خطوب ملمة صبرت عليها ثم لم أتخشع

2 / 170