شرح فصول ابقراط د کیلاني لخوا
شرح فصول أبقراط للكيلاني
ژانرونه
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب مسمى بشرح فصول أبقراط من كتبه المصنفة
الحمد لله الذي انفرد بالأزلية والأبدية وتوحد تعالى جناب جلاله عن إدراك قوة الوهم وتمجد، عجز في تفكر كنه عظمة كبريائه العقل المجرد، قدير أسس قواعد علم الطبيعة على الاستقصات المتضادة القوى بقدرته الكاملة وأمره الممهد، وأظهر منها بحكمته الشاملة اعتدال مزاج زمرة البشرية وعدالة خلقتهم المجردة واصطفى من بينهم خلاصتهم وأعدلهم وآثر منهم أشرفهم وأفضلهم بالنبوة والرسالة فهو أحمد وحامد وحميد ومحمود ومحمد خاتم أنبيائه وسيد رسله المظفر المؤيد ونبينا العربي القرشي الهاشمي الأبطحي المكي المدني، صلى عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما. أما بعد، فلما عزم هذه الصنعة على نيل السنية ودرك الساحة السامية التي هي أجل موقعا من كل رقية وأفضل مغنما من كل مستفاد وذخيرة وأراد أن يفوز بسعادة تلقى فناء العالي وحضرة مولى الموالي منشأ العز والمعالي زلال منبع السعادة والاقبال، جمال مجمع القياصرة والأفياء، مربى العلم PageVW1P002A والعلماء، مقوى الفضل والفضلاء، ورافع قواعد المدارس والجوامع، واضع أساس المعابد والصوامع عمدة السلاطين قدوة الخواقين ظل الله في الأرضين خاقان ابن الخاقان السلطان جلال الدنيا والدين PageVW0P001A * محمود (1) سلطان جلال الدنيا والدين جاني بك خان أسعده الله في الدارين وأيده وخلد جلاله ما ملكه وأيده، فطلب وسيلة تسعف مرامه ورام ذريعة التزمت نظامه وجد وسيلة العلمية أشرف الوسائل وذريعته أسرع إسعافا بالمطالب والمسائل سيما علم الطب، فإن العلوم كلها مفتقرة إليه لحفظة صحة البدن عند استكمال النفس وكسبها العلوم، أعني * أن (2) اكتساب العلوم مفتقرة إلى صحة البدن وصحة البدن مفتقرة إلى علم الطب.فكانت العلوم مفتقرة إلى علم الطب لأن المفتقر * إلى المفتقر (3) إلى الشيء مفتقر إلى ذلك الشيء. ولهذا المعنى قال النبي * صلى الله عليه وسلم (4) من * صحت (5) طبيعته * فقد (6) صحت شريعته فلا جرم اختار أفضل العلوم وأشرفها ليكون سلما إلى مبتغاه ودرجا إلى متوخاه وذريعة إلى أكمل ملوك العالم وأفضل من تولاه وكتب شرحا باسم دار كتبه المعمورة المولوية ليكون PageVW0P001B تحفة موصلة له إلى عتبته العالية السلطانية لفصول أبقراط الحكيم. الذي كان موردا للواردات السماوية ومهبطا لإلهامات * الإلهية (7) وقد حاز قصب السبق في صناعة الطب وبلغ الغاية وفاز بالأمد الأقصى واستولى * على (8) النهاية وكتابه على خاتم الحكم فص وكلامه بين الحكماء نص ووقع هذا الشرح المشبع والتفسير المطلع على ترتيب أبي الحسين الذي نظم درر فصوله في سلك الضبط PageVW1P002B * وأحسن (9) ترتيبها وأجمل تبويبها بلا * (10) خبط لأن شرح أبي الصادق مختلط غير مرتب * وليس (11) ذكر الفصول وشرحها * فيه (12) موافق الترتيب لفصول كتاب أبي الحسين المرتب المتداول بين الأطباء المستعمل بين الحكماء ولا يجد الطالب تفسير فصل من الكتاب المرتب في شرح أبي الصادق الغير المضبوط إلا بطول نظر وعسر، فشرح كتاب الفصول هذا الراجي للقبول وهو أحمد بن محمد بن قاسم المتطبب الكيلاني على ترتيب كتاب ابي الحسين السنجري PageVW0P002A أسهل نيلا للمرام وأسرع إطلاعا على فحوى الكلام.
1
[aphorism]
قال أبقراط: العمر قصير والصناعة طويلة والوقت ضيق والتجربة خطر والقضاء عسر، وقد ينبغي لك أن لا تقتصر على توخي فعل ما ينبغي دون أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره كذلك والأشياء التي من * خارج. (13)
[commentary]
العمر وهو مدة تعلق النفس بالبدن للاستكمال، والتدبير والصناعة ملكة نفسانية تقتدر بها على استعمال موضوعات ما نحو غرض من الأغراض على سبيل الإرادة صادرة عن بصيرة بحسب الممكن فيها. والمراد بالصناعة ههنا الصناعة الطبية المشتملة على كلا قسمي الطب علمي ويقال له أيضا نظري، وهو معرفة الأشياء التي لا تتعرض فيها لبيان كيفية عمل، وعلمي وهو الذي تتعرض لبيان كيفية * العمل (14) . والقصر والطول من الأمور النسبية إنما يقال لشيء أنه قصير بالنسبة إلى شيء هو دونه في الطول، وبالعكس. ولقائل PageVW0P002B أن يقول العمر من مقوله الكم لأنه مقدار زمان والزمان كم متصل PageVW1P003A غير قار الذات. والصناعة من مقولة الكيف لأنها من الكيفيات المختصة بذوات الأنفس. فكيف تقاس الكمية بالكيفية؟ ويمكن أن يجاب عنه بأن المراد من طول الصناعة هو مدة اكتساب الصناعة الطبية التي بالنسبة إلى مدة * تعلق النفس (15) بالبدن، وهي العمر، طويلة لأن إحاطة الأمراض الجزئية بحسب الأشخاص الكثيرة المختلفة الطبائع غير ممكن لعدم تناهيها ولأن الكائنات الفاسدات * لا يمكن ضبطها (16) ، فكيف نبرهن عليها وأجزاء مدة العمر متناهية، فيكون المتناهي * قصيرا بالنسبة إلى غير المتناهي وغير المتناهي طويل بالنسبة إلى المتناهي (17) لا محالة. وكذلك الحال في غرض المزاج الانساني لأن الأجزاء التي بين طرفيه الإفراط والتفريط غير متناهية، فلا يمكن ضبطها كالخط المشتمل على النقاط الغير المتناهية. وكذلك الأسباب الجزئية بحسب الأمراض الجزئية. وقوله: والوقت ضيق، يعني وقت * اكتساب (18) الصناعة، وذلك لأن PageVW0P003A العمر مع قصره وطول الصناعة يكون الإنسان * في (19) أوائل عمره وهي أوان الطفولية والصبوية ناقصة القوى الحساسة التي هي المدركة الظاهرة والمشاعر التي هي المدركة الباطنة. فيعجز عن * الإدراكات (20) البرهانية وفي سن الشيخوخة والهرم تضعف قواه فيصعب عليه التعلم بالقياسات العقلية والبراهين القطعية اليقينية. وهذه الصناعة مشتملة على القوانين الكلية والجزئية التي لا تدرك إلا بقوة العقل وصحة الذهن وهو قوة النفس المستعدة لاكتساب الحدود والآراء وسلامة القوى التي تكون في الآلات الجسمانية على حسب الأفعال PageVW1P003B * النفسانية (21) ، وكذلك استعمال القوانين الكلية في المشاهدات الجزئية لاستنباط جزئيات الأمراض الواقعة في الأشخاص المختلفة الطبائع وتقدير المعالجات بقدر الأمراض في كل شخص يحتاج إلى الحدس الثاقب والفكر الصائب، ولذلك يقال الطب هو الحدس PageVW0P003B وما بين هذين يكون قد يصرف بعض أوقاته في الأمور الضرورية الطبيعية كالنوم والاستفراغ ونحو هما، والبعض الآخر في الاشتغال بالأمور الاضطرارية التي يحتاج إليها في معاشه كالأكل والشرب وما يشبههما. ويكون * في (22) البعض ممنوا إلى أمور غير اضطرارية هي كالاضطرارية، وهي مباشرة أسباب أمر المعاش وهي الأمور التي يحتاج إليها الإنسان في تحصيل ما يتوقف عليه معاشه، وهي المكاسب التي بها تتم أجزاء المعاش وإصلاحه وتهيئته ليستعد لحصول ما هو الغرض منه. فيكون وقت * اكتساب (23) هذه الصناعة الطويلة بالنسبة إلى جميع أوقات العمر ضيقا لا يسعها ولا يمكن فيه الإطلاع عليها. هذا تحريض وحث على تعلمها. وقوله: والقضاء عسر، يريد به القياس المقدم على التجربة رتبة لأنها امتحان لما استخرج بالقياس الصحيح كما إذا احتاج الطبيب إلى استعمال دواء في شفاء مرض وكان عنده دواء ركبه على قياس صحيح، ولكن لا تأمن من خطره وضرره، * فيحترز (24) من استعماله ما لم PageVW0P004A تشهد له التجربة بالنفع * ففضيلة (25) الشيء * الذي (26) أوجبه القياس إنما تتبين إذا شهدت له التجربة بذلك. فمن الظاهر البين أن الدواء إنما يوثق غاية الثقة PageVW1P004A إذا شهدت التجربة، وذلك التجربة التي هي * حق قانونه (27) تصحح ما أوجبه القياس عند الحس بمشاهدات التجربة له. فإذن للقياس أن يستخرج حكما صحيحا كليا * وللتجربة أن تشهد بصحة ما استخرجه القياس إذا وجدته عند الحس مطابقا لما أوجبه القياس في الجزئيات إلا ما أمكن أن يقام عليه برهان. فأما ما قام على صحته البرهان من الأشياء المستخرجة بالقياس لم يحتج شهادة التجربة. وإنما قال عسر لأن القياس والعلم به في نفس الأمر عسر، فالإحاطة بسببه على سائر الجزئيات من الأبدان والأسباب والأمراض والأدوية والأهوية فردا فردا بطريق الأولى يكون عسرا. وإنما قدم التجربة على قوله «القضاء» المؤول عند أصحاب القياس بأن المراد منه القياس مع كون التجربة مؤخرا في الرتبة ليعلمنا أن في التجربة التي قبل PageVW0P004B القياس خطرا، وهي تجربة الجهال وامتحان الشيء ابتداء من غير قياس ولا صادر عن أصل وقانون، وهي التي عناها أبقراط الحكيم بقوله «والتجربة خطر» لأن المرض الواحد في النوع يتكثر بحسب قلة مادته وكثرتها وبحسب غلظها ورقتها وبحسب انفرادها وتركبها وما يلزمها من الأعراض اللاحقة بها، حتى يصير كثيرا بالعدد والاعتبار بحيث لا يمكن إدراك جميعها بالتجربة. ومن الممتنع أن يجرب جميع الحالات الجزئية من الأمور الطبيعية والخارجة عن الطبيعة لأنها ليست كلها مما يخرج إلى الفعل في أبدان وأزمان يقدر عليها إنسان واحد ليعرف طبائع الأبدان وسائر أحوالها وطبيعة الأمراض ومقاديرها وقوى الأدوية التي يعالج بها واختلاف الأدوية بزيادة القوة ونقصانها وما السبب الذي صار ينفع أو يضر كل واحد من الأدوية والأهوية لمرض مرض بلا الأقيسة الصحيحة والقوانين الكلية الشاملة لجميع جزئيات هذه الصناعة. وقال قوم إن PageVW0P005A المراد من القضاء هو الحكم، فعسره إنما يكون بأن الحكم على المنفعة والمضرة التي حدثت بعد العلاج في الصداع الحاد مثلا بالاستفراغ والفصد واستعمال النطولات والشمومات والمروخات بأنها من أيها حصلت عسر. وأما قوله: وقد ينبغي لك أن لا تقتصر على توخي فعل ما ينبغي يعني، يطلب منك أن لا تقتصر على طلب مباشرة ما ينبغي من التدبير والعلاج بل ينبغي أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره كذلك، أي كما ينبغي، والأشياء التي من خارج عطف على ما يفعله المريض كالمسموعات والمبصرات هذا تبينه للطبيب على وجه الوعظ والنصيحة لكيلا تقتصر على تدبيره وتغفل عن فعل المريض وتذهل عن أفعال من يحضره وعن الأشياء الواردة عليه من خارج لأن البدن الإنساني قد يتغير ويستحيل من حال بسبب أفعاله إلى حال آخر إما بسبب أفعاله الظاهرة بحسب قوتها وضعفها واستوائها والتوائها واختلافها تحدث في المريض حالة موافقة لتدبير الطبيب أو PageVW0P005B غير ملائمة مخالفة له. وإمابسبب أفعاله الباطنة كالتفكر والتوهم والتخيل وما أشبهها، فإنها توثر في البدن تأثيرا بحسب كثرتها وقلتها وقوتها وضعفها مخالفا للعلاج غير ملائم. وربما يكون ملائما. وعلى هذا أفعال من يحضره وأقواله قد يكون مما يهيج الغضب ويورث الحزن والخوف فيؤثر في المريض واختل أمر التدبير وكذلك الأشياء التي ترد عليه من خارج تؤثر في البدن بوساطة الأعراض النفسانية التي تهيجها وذلك لأن من المسموعات والمبصرات ما يوجب الفرح والسرور ومنها ما يوجب الحزن والخوف. ولما كان الفرح والحزن يؤثران في النفس والنفس مؤثرة في البدن متصرفة فيه وتصرفه من حال إلى حال آخر فعند اللذة والفرح المعتدلين تهش النفس وتنبسط الروح في القلب وتميل إلى الخارج وتنتشر الحرارة الغريزية التي هي آلة للقوى في أفعالها وتنتعش وتنهض الطبيعة لدفع المؤذي من البدن، وفي حال الحزن والخوف تميل الروح والحرارة PageVW0P006A الغريزية إلى الداخل وينقبض القلب وتضعف القوى. فينبغي أن لا يقتصر الطبيب على تدابيره التي تفعل على ما ينبغي، لكن ينبغي أن يكون المريض وخدمه ممتثلا لأمره في التوقي والاحتماء عما يضر بعد كونهم مطيعين (28) له فيما أمرهم وأن تكون الأشياء الخارجة موافقة للعلاج والتدابيرالطبية ملائمة لطبيعة المريض كلقاء الأحباء واستماع الكلام الذي يورث البهجة والسرور ولا يكون مما يبغضه ويورث الغضب والغم والخوف، لأن من المعالجات الناجعة الاستعانة بما يقوي الحيوانية والنفسانية كالفرح ولقاء من يستأنسه وسماع ما يسره كما قال أبقراط الحكيم في كتابه الموسوم بابيديميا أن سماع العليل لما يحب ويكره يبلغ في البرئ والردائة أمرا ليس * باليسير. (29)
2
[aphorism]
ناپیژندل شوی مخ