الشرح: أما تعلق هذا بما قبله فظاهر، لأنه منع A أن يكون غذاء الجائع خارجا عن الطبيعة في الغلظ أو في الكثرة أو في الكيفية، وذلك الجائع فقد نهاه عن التعب إلى أن يتغذى، فإذا أراد أن يتحرك بسرعة فينبغي أن يغذى بما يغذو (56) سريعا ليترطب بدنه ولا يجف بالحركة. والأشياء التي تغذوا سريعا هي مثل: مرقة اللحم، وصفرة البيض النيمبرشت (57). قوله: دفعة. يريد الزمان القصير جدا. يقال دفعة، وطرفة، وبغتة. قوله: فخروجه أيضا يكون سريعا. يحتمل أن يكون المراد أمران: أحدهما: أن علامة الغذاء الذي يغذوا سريعا أن خروجه يكون سريعا، أعني خروجه من المعدة ومن الأمعاء. وقد يقال للمتحلل سريعا أي أنه سريع الخروج من البدن كله. وثانيهما: أن يكون تأكيدا لوجوب استعمال الغذاء الذي يغذوا سريعا، وذلك لأنه - لخروجه سريعا- لا يطول بقاؤه في المعدة ولا في الأمعاء فلا يخاف من الحركة عليه ما يخاف منها على البطيء الاستحالة إلى الغذائية؛ لأنه يفسد في المعدة بالحركة B عليه. واعلم أن كل ما يغذوا سريعا، فإن خروجه يكون سريعا. وكل ما (58)يغذوا بطيئا، كلحم البقر، والبيض الصلب، ولحوم الحيوانات الكبار، فخروجه يكون بطيئا.
[aphorism]
قال أبقراط: إن التقدم بالقضية في الأمراض الحادة، بالموت كان أو بالبرء (59)، ليس تكون على غاية الثقة.
[commentary]
مخ ۸۰