الشرح: إنما تعلق هذا بما قبله، فلأنه لما ثبت أن من به جوع لا ينبغي أن يتعب حتى يزول جوعه بالأكل، بين أن ذلك الأكل لا يجوز أن يكون كثيرا، خارجا عن الطبيعة. فإن قيل: إن هذا لا يختص بصاحب الجوع لأن ذلك يعم الجيعان والشبعان؟ قلنا: هو للجيعان أضر، فإن الامتلاء عقيب الجوع قتال، أعني الجوع المستمر أياما، ولهذا ما يكثر الوباء بعد سنى الغلاء، لأن الناس ينتقلون من القحط إلى شبع كثير B وذلك قتال لأن الأعضاء تكون قد جفت وضعفت قواها المتصرفة في الغذاء. قوله: متى ورد على البدن غذاء خارج عن الطبيعة كثيرا. أي خارج خروجا كثيرا. وفي بعض النسخ: كثير بالرفع، فيكون وصفا للغذاء تقديره متى ورد على البدن غذاء كثير خارج عن الطبيعة، أي ومع كثرته فهو خارج عن الطبيعة. قوله: فإن ذلك يحدث مرضا، ويدل على ذلك برؤه. أي ويدل على نوع ذلك المرض برؤه. وبيان هذه الدلالة أن برأ (54) الأمراض بالضد، كما أن حفظ الصحة بالمثل، فالمرض الذي يبرأ (55) بالأشياء الحارة يعلم أنه بارد، وبالضد. وإنما قلنا إن ذلك يحدث مرضا لأن خروجه عن الطبيعة كثيرا، ولأنه مع كثرته خارج عن الطبيعة، وذلك في الأكثر يحدث مرضا.
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأشياء يغذوا سريعا دفعة، فخروجه أيضا يكون سريعا.
[commentary]
مخ ۷۹