الشرح: من البحارين المحمودة التي يعقبها الخف لا محالة استطلاق البطن، B وخصوصا من ألوان لأن ذلك يكون استفراغا لمواد مختلفة؛ فإن لكل واحد من الأخلاط لون يخصه. فالدم أحمر اللون، والبلغم أبيض، والصفراء لونها أحمر ناصع، والسوداء لونها كلون الدردي؛ وهذه هي ألوان الأخلاط الطبيعية، وأما التي ليست بطبيعية فقد تتغير عن ألوانها، إما إلى سواد كالدم المحترق، أو إلى بياض كالدم المائي، أو إلى صفرة كالدم الصفراوي؛ وقد يكون على غير ذلك. قوله: قد ينتفع باختلاف ألوان البراز. الاختلاف هو الإسهال، أي إسهال ألوان من البراز، وإنما لم يجعل ذلك الانتفاع دائما، لأنه قد يكون ذلك الاستفراغ من أخلاط محمودة فيكون لا من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن. وأما الانتفاع بذلك إذا كان من أخلاط فاسدة فهو ظاهر. قوله: إذا لم يكن تغيره إلى أنواع منه رديئة، لأنه إذا كان التغير إلى أنواع رديئة، فإنه لا ينتفع به. وهذه الأنواع الرديئة هي مثل: الصديد، وذوبان اللحم A والشحم. لكن ها هنا إشكال، وهو أن المواد كلما كانت أكثر فسادا كان الانتفاع بخروجها أكثر، فوجب أن يكون تغير الاختلاف إلى أنواع من الاختلاف رديئة أنفع من تغيره إلى أنواع منه أقل رداءة. الجواب: إنا لا نشك أن خروج هذه الأنواع من البدن أولى له من بقائها فيه، لكنه لا يقال إن كذا نافع إلا إذا أعقب نفعا، وهذه يستحيل أن تعقب نفعا لأنها لا تكون إلا عن فساد عظيم.
[aphorism]
قال أبقراط: متى اشتكى الحلق أو خرجت من البدن بثور أو خراجات فينبغي أن تنظر وتتفقد ما يبرز من البدن، فإن كان الغالب عليه المرار فإن البدن - مع ذلك - عليل، وإن كان ما يبرز من البدن مثل ما يبرز من البدن الصحيح، فكن على ثقة من التقدم، على أن تغذو (46) ذلك البدن.
[commentary]
مخ ۷۶