الشرح: إنه لما علم أن ذلك الناقه كان قد أتاه بحران ناقص، وجب أن يبين أن البحران الناقص كيف يعقب الخفة، مع أن الطبيعة قد عجزت عن دفع الباقي، فذكر ما هو أعم من ذلك وهو أن كل بحران، سواء كان تاما أو ناقصا، ومحمودا أو مذموما؛ فإنه في أكثر الأمر يعقبه خف. أما التام، فظاهر. وأما الناقص، فلأن المرض قد ضعف والطبيعة قد استولت نوعا من الاستيلاء، وإن كانت عاجزة عن الاستيلاء التام. وأما المذموم، فلأن الطبيعة تايس من المقاومة، فتترك المجاهدة B فلا يبقى ما يوجب الاضطراب، حتى إن كثيرا من المرضى يحصل لهم عند قرب الموت حالة كالراحة وكالقوة، حتى ربما تحرك بعضهم حركة قوية بعد أن كان مختلطا. فإن قيل: فهذا الذي ذكرته يوجب أن يكون بعد كل بحران، ويكون ذلك دائما، فكيف قال على الأمر الأكثر. قلنا: لا يلزم أن يكون ذلك كليا، لأن من البحارين المذمومة ما يتعقبه الموت، فلا يظهر بعد خف. وأما جالينوس فجعل الخف عقيب البحارين المحمودة، وادعى أن غالب البحارين كذلك إلا إذا حصل وباء. وما ذكرناه أكثر أكثرية. قوله: قد يصعب عليه مرضه في الليلة التي قبل نوبة الحمى التي يأتي فيها البحران. وذلك لأن كل بحران فلابد وأن يتقدمه صعوبة من المرض ضرورة أنه لابد قبل انفصال المتقابلين بالقتال من اضطراب وأمور صعبة، والبحران هو انفصال الطبيعة من المرض بسبب القتال بينهما فلا Aبد من قتال يتقدمه، وذلك موجب لصعوبة المرض. وفي أكثر الأمر تقع هذه الصعوبة في الليل، لأن الأمراض كلها تشتد في الليل بسبب اشتغال الطبيعة بالمرض عن كل شيء، فلهذا قال: قد يصعب عليه مرضه في الليلة التي قبل نوبة الحمى؛ لأن وقوع ذلك في الليل ليس دائما. ويشبه أن يكون قوله: في الليلة التي بعدها يكون أخف على الأمر الأكثر. يكون الأمر الأكثر راجعا إلى كون الصعوبة في الليلة المتقدمة، وكون الخفة في الليلة المتأخرة لأن تقدم الصعوبة وتأخر الخفة دائما في كل بحران؛ حتى إن المذموم الذي يعقبه الموت لابد وأن يتقدم الموت خف، لكنه قد لا يكون محسوسا. وأما كون ذلك في الليل فهو أكثري.
[aphorism]
قال أبقراط: عند استطلاق البطن، قد ينتفع باختلاف ألوان البراز، إذا لم يكن تغيره إلى أنواع منه رديئة.
[commentary]
مخ ۷۵