128

شرح فصول ابقراط

شرح فصول أبقراط

ژانرونه

طبیعیاتو

الشرح: قال فإذا تجاوز الصبي هذا السن. وهو سن الترعرع، ويجاوزه يكون إلى سن الرهاق. فإن قيل: فكيف جعله صبيا بقوله: فإذا تجاوز الصبي. قلنا: يجوز ذلك من وجهين: أحدهما: كأنه قال: فإذا تجاوز الذي كان صبيا قديما سن الترعرع إلى سن الرهاق. وثانيها: إن لفظة الصبي يقال على ما قلناه، ويقال على كل من هو في سن النمو. فعلى هذا يطلق على ذلك أنه صبي وأنه مترعرع. قوله: فيعرض له كثير من هذه الأمراض. ولم يعين الأمراض التي تعرض لهم؛ ونقول: أما القلاع والقيء والسعال والسهر والتفزع وورم السرة ورطوبة الأذنين فقلما يعرض لهم، وذلك لقوة أعضائهم واعتدال رطوباتهم وانعقادها واشتداد الحرارة، إلا كما قلنا: إن الأمراض كلها تحدث في B أوقات السنة كلها، وكذلك في الأسنان كلها، إلا أن بعضها أولى بسن من بعض. وكذلك مضيض اللثة والحميات والتشنج والاختلاف لما قلناه، إلا أن الحميات والاختلاف يكون عروضهما لهم أكثر؛ لأن الصفراء تكثر فيهم. وكذلك أيضا يقل فيهم دخول خرزة القفا والربو والحصا والحيات والدود والثآليل المتعلقة والخنازير، لأن البلغم فيهم يقل والحرارة تشتد والهضم يقوى؛ لكن الخنازير قد تكثر قليلا، لأجل قوة أدمغتهم ودفعها المواد عن الرأس إلى مصبه. وأما الخراجات وأورام الحلق فقد تكثر بهم لكنها تكون أميل إلى الدموية، وأولئك أميل إلى البلغمية، وذلك لأن قوتهم تقوى فتدفع المواد إلى الجلد وإلى الحلق. وأيضا يعرض لهم حميات أزيد طولا ورعاف. أما الحميات فقد ذكرنا وجه عروضها لهم. وأما أنها تكون أزيد طولا؛ فلأن الذين هم أصغر من هؤلاء يكونون أسرع تغيرا فتفارق حمياتهم أسرع A وأما الرعاف، فلأن دمهم أكثر وأسخن.

[aphorism]

قال أبقراط: وأكثر ما يعرض للصبيان من الأمراض يأتي في بعضه البحران في أربعين يوما، وفي بعضه في سبعة أشهر، وفي بعضه في سبع سنين، وفي بعضه إذا جاوزوا نبات الشعر في العانة. وأما ما يبقى من الأمراض، فلا ينحل في وقت الإنبات، أو في الإناث في وقت ما يجري منهن الطمث؛ فمن شأنها أن تطول.

[commentary]

مخ ۱۶۲