شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
الشرح (139): وزن القوة هو اعتبار حالها في القوة والضعف، والغرض به أمران: أحدهما: إنها هل تثبت إلى وقت المنتهي؟ أي أنها تكون حينئذ وافية بدفع المرض، PageVW0P013B فيسلم المريض، وإلا فيعطب. وثانيهما: ليعلم أن الغذاء المستعمل هل (140) تخور القوة معه، بحيث لا تبقى عند المنتهي وافية بدفع المرض، وذلك لزيادة لطافته، فينبغي أن يغلظ؛ أو المرض يخور معه قبل خور (141) القوة وتسكن عاديته فيقتصر عليه ولا يزاد.
[aphorism]
قال أبقراط (142): والذين يأتي منتهي مرضهم بدئا فينبغي أن يدبروا بالتدبير اللطيف بدئا، والذين يتأخر منتهي مرضهم فينبغي أن يجعل تدبيرهم في ابتداء أمراضهم أغلظ ثم ينقص من غلظه PageVW2P012B قليلا قليلا كلما قرب منتهي المرض، وفي وقت منتهاه بمقدار ما تبقى قوة المريض عليه، وينبغي أن يمنع من الغذاء في وقت منتهي المرض فإن الزيادة فيه مضرة.
[commentary]
الشرح (143): ينبغي أن يكون المراد ههنا بقوله "بدئا" أي (144) متقدما، لا ما ذكرناه فيما مضى، ولذلك (145) PageVW1P007A قال في مقابلته "والذين يتأخر منتهي مرضهم" فإن الذين يأتي منتهي مرضهم في PageVW0P014A الأيام الثلاثة الأول ينبغي أن يكون تدبيرهم في أول المرض (146) الأول بما هو لطيف جدا * لا بما هو لطيف (147) بقول مطلق. ونقول: إن المرض كلما كان أطول، كانت الحاجة فيه إلى الغذاء أكثر، لأن الطبيعة تحتاج فيه إلى مقاساة المرض مدة أطول وإلى تعب أزيد بسبب غلظ مادته وكثرتها، فيحتاج أن تكون في نفسها أشد قوة. وإذا كان كذلك وجب أن يكون التدبير في (148) أول (149) المرض بما (150) هو أغلظ مما في المرض القصير. وينبغي أن يكون الغذاء في أوائل الأمراض كلها أغلظ، لأن الأمراض (151) تكون حينئذ أسكن فيتمكن من زيادة التقوية، [TH2 13a] ولأن في ذلك مراعاة العادة التي كانت في الصحة. ثم ينقص من غلظه قليلا قليلا كلما قرب منتهي المرض، وننقصه في وقت المنتهي أيضا بالنسبة إلى ما كان قبله. قوله: "وينبغي أن يمنع من الغذاء في وقت منتهي المرض فإن الزيادة فيه مضرة" الإشكال عليه من وجهين: أحدهما: إن الغذاء في وقت المنتهي ينبغي أن لا يمنع (152) بالكلية، بل أن يقلل، ولذلك (153) فإنه قال قبل هذا: وإذا PageVW0P014B بلغ المرض منتهاه فعند ذلك يجب ضرورة أن يستعمل فيه التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة. وثانيهما: إن قوله: "فإن الزيادة فيه مضرة" إنما يقتضي منع الزيادة، لا منع الغذاء جملة. الجواب: يجوز حمل هذا على معنيين يندفع (154) بكل واحد منهما الإشكال، أحدهما: أن يكون المراد: "قد ينبغي أن يمنع من الغذاء في وقت منتهي المرض" وذلك لأن المنتهي وإن جاز فيه الغذاء، ولكن في بعض أوقاته لا يجوز فيه (155) التغذية البتة وذلك عندما تكون الطبيعة PageVW2P013B في مجاهدة البحران، وحينئذ يكون الضمير PageVW1P007B في قوله: "فيه مضرة" عائدا إلى المرض، كأنه يقول: فإن الزيادة في المرض حينئذ مضرة والغذاء حينئذ يزيد في بعض (156) المرض. وهذا وإن كان في سائر الأوقات كذلك، إلا أن المضرة بزيادة المرض حينئذ أشد، لأن تلك الزيادة تكون حينئذ (157) كالنجدة للمرض الذي هو كالعدو الباغي على الطبيعة. وثانيهما: أن يكون المراد: وينبغي أن يمنع من الغذاء الزائد PageVW0P015A في وقت منتهي المرض (158) فإن الزيادة في الغذاء حينئذ مضرة. وهذا وإن كان في سائر الأوقات مضرا إلا أن الضرر حينئذ يكون أشد. ويمكن - والله تعالى أعلم- أن يكون أراد بذلك أن (159) في (160) وقت المنتهي لا يجوز الزيادة في الغذاء على ما يوجبه اعتبار القوة، بخلاف باقي الأوقات فإنه يجوز فيها ذلك كما ذكرنا فيما سلف، إذا كانت الشهوة مفرطة لا تحتمل التلطيف.
[aphorism]
قال أبقراط (161): وإذا كان للحمى أدوار فامنع من الغذاء أيضا في أوقات نوائبها.
[commentary]
ناپیژندل شوی مخ