281

البحث التاسع

في ذكر الفرق بين البول من الرجال والنساء. نقول الفرق بينهما من وجوه سبعة أحدها أن بول الرجال أرق قواما من بول النساء. وثانيها أن أبوال الرجال أشد رونقا من أبوال النساء. وثالثها أن أبوال الرجال (923) أكثر صبغا من أبوال النساء. ورابعها أن أبوال الرجال إذا حركت، كان تكديرها أسرع من تكدير أبوال النساء بالتحريك. وخامسها أن أبوال الرجال إذا كدرت بالتحريك، كان تكديرها PageVW5P102B مائلا إلى فوق وتكدير أبوال النساء مائل إلى أسفل. وسادسها أن أبوال الرجال إذا زبدت بالحركة، كان زبدها أقل استدارة من زبد أبوال النساء عند التحريك . وسابعها أن الزبد الحاصل في أبوال الرجال متفرق والحاصل في أبوال النساء مجتمع. ولنبين علة كل واحد من هذه الفروق. أما رقة القوام، فلوجوه أربعة. أحدها لحرارة مزاج الرجال وبرد مزاج النساء، والحرارة أنسب بالرقة والبرودة بالغلظ. وثانيها أن الرجال أقل سكونا من النساء وكثرة السكون مما توجب اجتماع الفضلات وتراكمها بعضها على بعض. وذلك موجب لقلة المواد المغلظة للبول وحال بول النساء بعكس ذلك. وثالثها أنه قد عرف في التشريح أن مجرى المثانة المتصل بالرحم قصير واسع وفي الرجال المتصل بالقضيب طويل ضيق. وقصر المجرى وسعته مما يعين على انحدار ما غلظ من المواد. ورابعها كثرة ما يتجلب إلى الأرحام في النساء من فضلات دم الطمث وعدم ذلك في الرجال. وأما الرونق، فلوجهين. أحدهما أنه قد علم أن بول الرجال أرق من بول النساء والرقة يلزمها في الأكثر الأشراق والضياء والغليظ يلزمه في الأكثر الكدورة. وقوانين الطب أكثرية. وثانيهما أن الرجال أحر مزاجا من النساء. والحرارة يلزمها الإشراق والبرودة الكدورة. وأما أمر الصبغ، فاعلم أن بول الرجال أقوى صبغا من بول النساء وذلك لوجهين. أحدهما لكثرة حركاتهم والحركة مما يحد الحرارة وذلك موجب لظهور الصبغ. وثانيهما لحرارة أمزجة الرجال وبرودة أمزجة النساء. وقوة الحرارة مما يوجب PageVW5P103A قوة الصبغ. وأما التكدير (924) فقد علمت أن الرجال أحر مزاجا من النساء والحرارة يلزمها رقة القوام وتباعد الأجزاء بعذها عن بعض لأن شأن الحرارة التفريق والبول متى كان بهذه الصفة كان تكديره أسرع مما إذا كان بخلاف ذلك وأما أمر الميل فاعلم أن الحرارة شأنها طلب العلو والسمو، والبرودة شأنها طلب الهبوط والرسوب ولا شك أن أبوال الرجال أحر من أبوال النساء لحرارة أمزجة الرجال وبرودة أمزجة النساء فلذلك كان كدر أبوال الرجال مائلا إلى فوق وكدر أبوال النساء مائلا (925) إلى أسفل. وأما الاستدارة فقد علمت أن أبوال الرجال أحر من أبوال النساء فيكون ريح زبده ألطف وذلك مما يهيئه للتمزيق وسرعة التفريق. وأبوال النساء باردة فتكون الريح المتخلخلة غليظة عسرة الانفصال وعسر الانفصال مما يوجب بقاء الاستدارة. وأما أمر الاجتماع والافتراق، فلأن أبوال الرجال أحر وألطف فيكون الزبد الحاصل لها بالتحريك متفرقا وأبوال النساء أبرد وأغلظ فيكون زبدها مجتمعا، والله تعالى (926) أعلم.

72

[aphorism]

قال أبقراط: من كانت المواضع التي فيما دون الشراسيف منه عالية ومنها قرقرة ثم حدث به وجع في أسفل ظهره، فإن بطنه تلين إلى أن ينبعث منه رياح كثيرة أو يبول بولا كثيرا وذلك في الحميات.

[commentary]

الشرح: هاهنا مباحث أربعة.

البحث الأول:

في الصلة وهو أن حكم أبقراط في هذا الفصل كالمقابل لحكمه في الفصل الماضي. وذلك لأوجه أربعة. أحدها أن الفصل الماضي يتضمن حكم حركة المواد إلى الأسافل والأسافل تقابل PageVW5P103B الأعالي. وثانيها أن هذا الفصل قد ذكر فيه حمى توجب كثرة البول وفي الأول ذكر فيه حمى توجب قلته. فإن المواد التي (927) كانت تغير البول كانت تزيد في مقداره لأنها جسم فعند ارتفاعها إلى الأعالي لما ذكرنا نقصت من مقدار البول (928). وثالثها أن الفصل الأول (929) ذكر فيه حمى يكون البول معها مشفا وفي هذا الفصل ذكر فيه حمى يكون البول معها غير مشف. ورابعها أن الفصل الأول يتضمن الاستدلال من البول أحوال رديئة PageVW1P125B وهذا يتضمن الاستدلال من البول على أحوال صالحة لدلالته على أحوال دفع الطبيعة للمادة المرضية.

البحث الثاني:

ناپیژندل شوی مخ