232

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.

البحث الأول

في الصلة: وهو أنه لما ذكر العلامة الحاصلة في المرض المنذرة (390) بحدوث الخراج، ذكر في هذا الفصل العلامة الدالة عليه بعد الانتشال من المرض.

البحث الثاني:

لفظة الانتشال من المرض المراد بها خفة الأعراض وظهور القوة والكلال حالة من الكسل والإعياء، ولا شك أن هذا القدر متى حصل عقيب الانتشال من المرض دل على أنه قد بقي في البدن بقايا من المادة المرضية قد عجزت PageVW5P036B الطبيعة العامة والخاصة عن دفعها ثم أن تينك الطبيعتين تنتهضان وتبغيان سكون عادية المرض واستعمال الغذاء وحسن الترتيب لدفع تلك البقية، فإن كانت قليلة أو لطيفة والدافع قوي دفعته عن جملة البدن وأكثر هذا بالإسهال لأن المختلف من المواد في مثل هذه الأوقات في الأكثر مواد (391) غليظة، وإن كان الأمر بالضد مالت إلى بعض الأعضاء وأحدثت فيها ما ذكره.

البحث الثالث

في صيرورة المندفع مدة: وذلك لأن الطبيعة الخاصة بالعضو عند ميل تلك الكيفية إلى جهة العضو تروم إخراجها عن ذلك العضو طلبا لدفع منافاتها وأذيتها غير أنها لا يمكنها أن تفعل ذلك ما لم تتهيأ المادة للدفع وإلا لم يطاوع على ذلك وتهيئها لذلك بالنضج والنضج اعتدال القوام المادة وهذا القدر الفاعل له القوى البدنية بالحرارة الغريزية. ثم يلزمه أمران: أحدهما بياض اللون، الثاني صلاح الرائحة. أما الأول فلتشبه المادة بجوهر المحل فإن الأعضاء لونها مائل إلى البياض. أما المنوية فذلك ظاهر فيها. وأما الدموية فاللحم الغددي والشحم لونهما مائل إلى البياض. وأما اللحم فلونه مائل إلى ذلك بدليل أنها إذا استقصينا في غسله بالماء الحار فإن حمرته (392) تنقص ويميل لونه إلى ذلك. وأما أمر الرائحة فإن الفاعل لها الحرارة الغريزية على ما دل عليه الاستقراء والتجربة. ولذلك كلما كانت الصفتان المذكورتان في المدة ظاهرتين (393) كانت تلك المدة أفضل. وكلما كان الأمر بالعكس فالأمر بالعكس. فإذا تكونت تلك المدة سمي الموضع PageVW5P037A الحاصل فيه خراجا. وهذا الاسم مطابق للمسمى فإن المادة عند صيرورتها PageVW1P107B كذلك تخرج من باطن العضو إلى ظاهره. والله أعلم.

33

[aphorism]

ناپیژندل شوی مخ