شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.
البحث الأول
في صلة هذا بما قبله (383): وهو أنه لما تقدم منه، ذكر البحران النكد أعقبه بذكر بحران الخراجي (384) لأنه ناقض ولا شك أن ذلك مناسب للبحران النكد على ما عرفت.
البحث الثاني:
قد عرفت أن الإعياء كلال يعرض للقوة المحركة ثم هذا تارة يكون سببه من خارج كالحركة المفرطة وتارة يكون سببه من داخل، ثم هذا على ثلاثة أنواع: تمددي وقروحي وورمي. فالتمددي هو أن يحس صاحبه معه بتمدد في الأعضاء وسببه مادة متوفرة مؤدية بكميتها، والقروحي هو أن يحس صاحبه معه بألم (385) سببه تألم القروح وسببه مادة مؤدية بكيفيتها تلذع الأعضاء الحساسة وتوجب فيها (386) ألما كألم القروح، والورمي هو أن يحس فيه بألم شبيه بألم الورم وسببه مادة مؤدية بكميتها وكيفيتها. فإذا حصل أحد هذه الأصناف الثلاثة في الحمى دل على أن القوة فيه ضعيفة عاجزة عن إخراج المادة ودفعها عن جملة البدن فتنصب إلى بعض الأعضاء ويعرض منها ما ذكره أو تميل إلى ظاهر البدن وتوجب آفة أخرى كما تبحرن الحميات الصفراوية عند كون القوة قوية والمادة متوفرة باليرقان.
البحث الثالث
في اختصاص المفاصل بذلك: وذلك من PageVW5P036A وجوه ثلاثة: أحدها دوام حركتها فإن الحركة جذابة للمواد وذلك بتثورانها الحرارة (387)؛ وثانيها وجود التجويف فيها والسعة لانصباب المادة، ولا شك أن هذا معين على ذلك، فإن المادة إذا وجدت مكانا لقبولها مالت إليه؛ وثالثها أن أكثرها في أسفل البدن فإن المواد ميلها إلى جهة العلو يجذب القوى لها وحسبها عن مجاري تلك الجهة بما فيها من القوى الماسكة، فإذا عجزت الجاذبة عن جذبها إما لضعفها إما لكثرة المادة والماسكة عن مسكها هبطت إلى أسفل لأنها غليظة وعند هبوطها إلى أسفل تميل إلى ما هو أقبل لها وتلك هي المفاصل كما ذكرنا. وأما جانب اللحيين فلأنها مفاصل ولأنها كثيرة الحركة لأجل المضغ والكلام، أو نقول المادة المرضية إن كانت مستولية على الرأس فالخراج الحادث منها في جانب اللحيين، وإن كانت مستولية على ما دونها فالخراج الحادث (388) عنها يكون في المفاصل.
32
[aphorism]
قال أبقرط: من انتشل من مرض فكل منه موضع من بدنه حدث به في ذلك الموضع خراج. (389)
ناپیژندل شوی مخ