شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
قال جالينوس: سن الشباب ينقضي مع انقضاء الأسبوع الخامس، ويعرض كثيرا في هذه السن الرعاف على * ما (1620) ذكره في * تقدمة (1621) المعرفة. أقول: والعلة في هذا وقوف النماء في السن * المذكورة (1622) فتكون المواد متوفرة، وقد مالت إل حدة يسيرة فتطلب الأعالي وتخرج بالرعاف. ثم قال: وأما السن التي يتلو سن الشباب فمدتها * أسبوعان (1623) وأصحابها يلتمسون عمل جميع ما يتصرف الناس فيه لمعايشهم على شبه ما يلتمسون به * المتناهون (1624) في الشباب لا أنهم ما يحتملون من التعب ما يحتمله الشباب من الأمور الخارجة. وذلك لأن قواهم ضعيفة أضعف من قوى الشباب، * وكذلك (1625) حرارتهم. أقول: يشبه أن يكون هذا الكلام من الفاضل جالينوس العلة في كثرة الأمراض الحاصلة في سن الكهولة. ثم قال: ومزاج هذه السن أميل إلى السوداء، ولذلك يعرض لكثير من أصحابها الوسواس السوداوي كما يعرض في أوقات السنة في الخريف، فإنه كما أنه يأتي على الأبدان فيصادف فيها بقية من المرار المحترقة فتحبسه ببرده ويبسه، فلذلك سن الكهولة تأتي فتصادف البدن على تلك الحال لأن سن الشباب شبيه بالصيف فتحبس الصفراء المحترقة في سن الشباب وتحدث الوسواس * السوداوي (1626) ، وإنني لا عجب كيف لم يذكر فيما ذكر من أمراض أصحاب هذه السن الوسواس السوداوي. وقد وجدت في نسخة * أخرى (1627) في عدة * مواضع (1628) أمراض هذه السن الوسواس * السوداوي (1629) ، ولا أدري * من (1630) أتى بعد أبقراط * وألحق (1631) ذلك به لما أغفل أبقراط ذكره * أو (1632) أن أبقراط ذكر ذلك ووقع تركها * سهوا (1633) من الناسخ الأول. والذي نقوله نحن في هذا الموضع أن أبقراط ترك ذكر ذلك قصدا منه، وذلك للعلم به، فإنه قد علم أن لكل سن مادة مخصوصة فالمخصوص من ذلك سن الكهولة السوداء، * فلأجل (1634) ذلك ترك المرض * المذكور (1635) وذكر ما يظن أنه لا يعرض في السن المذكور.
البحث الثالث
في بيان عروض ما * ذكره (1636) من الأمراض في السن المذكورة: أما الربو فلتوفر المواد في * هذه (1637) السن لوقوف النماء وحبسها في البدن لبرد المزاج وكثرة النزلات العارضة في * هذه (1638) السن فنقطر تلك المواد إلى جهة الرئة ويحدث المرض * المذكور (1639) . وكذلك الحال في ذات * الجنب (1640) ، غير أن القياس يوجب أن يكون عروض ذات الجنب في أول سن الكهولة لغلبة المرار في هذا الوقت، وذات الرئة في آخر السن * المذكورة (1641) . وأما الحمى فلتوفر المادة وعجز القوى البدنية والحرارة الغريزية عن التصرف فيها على * الواجب (1642) وكونها سهرية لأن الغالب على المادة المذكورة * البلغم (1643) البلغم المالح، فإن هذا الصنف من البلغم كثيرا ما يتولد في * هذه (1644) السن، وذلك لوجود الصفراء المتبقية من سن الشباب واختلاطها بالبلغم، أو يقول لاحتداد الحرارة بسبب تعلقها بجسم * يابس (1645) فتسهر. وأما الحمى * التي (1646) يكون معها اختلاط الغقل فالمراد بها على ما ذكره جالينوس التي يكون معها ورم في أغشية الدماغ، وأكثر وقوع هذا النوع في ابتداء سن الكهولة لقرب العهد بتولد الصفراء ثم احتباسها في البدن. وأما الحمى المحرقة فلكثرة الصفراء ووخود حدتها، وهذا أيضا أكثر عروضه في السن * المذكورة (1647) . وأما الهيضة والذرب الذي عبر عنه بالاختلاف الطويل فسبب عروض ذلك لهم توفر المادة في أبدانهم. قال جالينوس: وذلك لنقصان ذهاب الغذاء في أبدانهم، فإنه ليس في * أبدانهم (1648) من الحرارة ما يحلل منها تحليلا كثيرا كما في سن الشباب ولا ينفذ شيء من أغذيتهم في غو أبدانهم ولا ضعفت بعد فيهم القوة الماسكة كمات ضعفت في المشائخ حتى يكون ما تحلل من أبدانهم بسبب ذلك كثيرا فعند توفرها إن كان بعضها لطيفا وبعضها غليظا حصل منها الهيضة الموية. وإن كانت غليظة مالت إلى أسفل وأوجبت الذرب. فإن قيل: فهل يمكن أن تكون لطيفة بحيث أنها توجب القيء المحض، فنقول: وقوع هذا القدر في السن المذكورة بعيدا جدا، وذلك لاستيلاء البرد في آخر سن الشباب وسن الكهولة، وعند ذلك يغلظ قوام المادة ويتعذر عليها PageVW1P096A إحداث القيء المحض. وقد عرفت الهيضة * والذرب (1649) . وأما سحج المعاء وهو المسمى عند * الأطباء (1650) بالدوسنطاريا * المعوية (1651) . فأكثر عروضه في أول سن الكهولة، وذلك لوجود المواد الصفراوية. وقد يحدث في آخرها، وذلك لوجود البلغم المالح على ما ذكرنا. فإذا مالت إحدى المادتين إلى جهة المعاء جردتها وفعلت فيها المرض المذكور، وقد تكلمنا * فيه (1652) . وأما زلق المعاء فسببه حدة المادة في أول السن فيكثر انصبابها إلى المعدة فليلذعها ويحدث المرض المذكور في آخرها لاستيلاء البلغم * المالح (1653) ، وقد تكلمنا * فيه (1654) . وأما انفتاح أفواه العروق فقال جالينوس: هذا مرض خاص بالسن المذكورة كحال الوسواس السوداوي، وذلك لاحتباس السوداء المتولدة في سن الشباب وميلها بغلظها إلى أسفل فتخرج من أفواه العروق. * والله (1655) أعلم.
31
[aphorism]
قال * أبقراط (1656) : * فأما (1657) المشايخ فيعرض لهم رداءة التنفس والنزل التي * يعرض (1658) معها السعال وتقطير البول وعسره وأوجاع المفاصل وأوجاع * الكلى (1659) والدوار والسكات والقروح الرديئة وحكة البدن والسهر ولين البطن ورطوبة العينين والمنخرين وظلمة البصر والزرقة وثقل السمع.(om. Y)
[commentary]
الشارح هاهنا مباحث ثلاثة.
البحث الأول
* في (1660) صلة هذا الفصل بما قبله: * فمعلومة (1661) بالضرورة. قال جالينوس إن قوما من أصحاب أبقراط يفرقون بين المشائخ والشيوخ، ويوقولون إن اسم الشيوخ يدل على أصحاب السن القصيا، واسم المشايخ يدل على أصحاب السن التي قبلها وهي المتوسطة بين الشباب * وسن (1662) الشيوخ. قال: ومراد أبقراط بالمشايخ أصحاب السن القصيا، ويدل على ذلك أنه قطع الكلام بعد ذكره السن المذكورة.
ناپیژندل شوی مخ