قال المفسر: وكذلك من كان يغتذي بغذاء رديء فإنه إن قيء أو أسهل، أسرع إليه الغشي؛ لأن في بدنه (585) فضل رديء، فإذا أثاره الدواء أدنى إثارة تبينت رداءته وانكشفت. هذا هو تعليل A جالينوس، والذي يبدو لي في علة ذلك أن الذي داوم الأغذية الرديئة دمه دم مذموم جدا، فاسد الكيفية. فإذا جذب الدواء بقوته الجاذبة حرك كل دم فيه ورام أن يستخلص منه جميع فساداته (586) وهي كثيرة جدا ومتحدة، بل هي مركب حياة هذا الشخص الفاسد التدبير؛ فيحدث (587) الغشي ضرورة، لقوة الجذب، وكثرة ما يرام جذبه وهو متحد مختلط.
(٣٧)
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه صحيحا * فاستعمال الدواء فيه يعسر (588).
[commentary]
قال المفسر: الأصحاء إذا استعملوا القيء (589) أو الإسهال يعرض لهم دوار ومغص ،ويعسر خروج ما يخرج منهم، ويسرع إليهم مع ذلك الغشي؛ لأن الدواء يتوق لاجتذاب الكيموس الملائم له، فإذا لم يجده جذب الدم واللحم واستكرههما لينتزع منهما ما فيهما مما يلائمه.
(٣٨)
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الطعام * والشراب أخس قليلا إلا أنه ألذ، فينبغي أن يختار على ما هو منهما أفضل، إلا أنه أكره (590).
[commentary]
قال المفسر: هذا بين، لأن انهضام الألذ أجود.
(٣٩)
[aphorism]
قال أبقراط: الكهول في أكثر الأمر * يمرضون أقل مما يمرض الشباب، إلا أن ما يعرض لهم من الأمراض المزمنة على أكثر الأمر يموتون وهي بهم (591).
[commentary]
قال المفسر: الكهول * أضبط لأنفسهم (592) في التدبير (593) من الشباب، والقوة في أبدان [[17b]] الكهول ضعيفة لا تقدر أن تنضج الأمراض سريعا؛ والأمراض المزمنة كلها باردة، ولذلك B تلزمهم للممات (594).
مخ ۳۵